بقلم رضا زيدان.
ما هو العقل الإنساني؟ وكيف يدرك العالَم؟ وهل للأفكار والمشاعر
والرغبات الانسانية طبيعة مادية؟ هل لو علمنا آلية عمل المخّ يمكننا الوصول مباشرة
للعقل؟ وهل يمكن للعقل أن يتطوّر؟ وعلى فرض تطوّره فهل يمكن الثقة في أحكامه؟
اختلف الفلاسفة على مر العصور في طبيعة هذا الكيان الغريب الذي يسمّى "العقل"
(mind)، وانقسموا إلى تيارين رئيسيين:
التيار القائل بالثنائية: أي الذي يقول بأن الإنسان مركّب من جسم وعقل، ولا يمكن
اختزال العقل في "المخّ" (أي العمليات العصبية المادية)، وأشهر من قال بذلك:
أفلاطون وديكارت. لكن لديكارت تأثير أكثر من غيره، نظرًا لأنه أوّل من قدّم تفصيلًا
لكيفية ارتباط العقل بالجسم من خلال الغدة الصنوبرية، وهو أوّل من اعتبر الكائن
عقلًا غير ملموس ولا يمكن الإحساس المادي به، لأنه غير ممتد زمانيًا ولا مكانيًا.
التيار القائل بالأحادية: أي الذي يقول بأن الإنسان مجرّد مادة[1]، بما في ذلك
العقل ومحتوياته، كالرغبات والمشاعر والأفكار. وقديمًا أخذ الفيلسوف اليوناني
ديموقريطس بهذا المذهب، وسمّي المذهب الذري؛ فهو يعتبر أن كل شيء مكوّن من ذرات.
والمذهب المادي قريب من تصوّراته، لكن بمحتويات عصبية في المخ. وبعض الأحاديين ينكر
وجود المشاعر والرغبات أصلًا؛ فالألم عنده هو مجرّد استجابة حسية عصبية لمؤثّر ما
(السلوك)، ومن ثم فالبشر طبقًا لهذا التصوّر مجرّد آلات، لا مشاعر ولا رغبات ولا أي
شيء عقلي. ويلتزم بعض معتنقيه بنفي الإرادة الحرة تمامًا؛ فالبشر مجرّد زومبي
يحرّكه الجينات والخلايا العصبية.
وأغلب المناخ المعاصر يرجّح الإنسان الأحادي، متمثلًا في التيار "المادي الإقصائي"
(Eliminative materialism) أو الفيزياء الاختزالية (Reductionism).
وهدفنا في هذا المقال هو بيان أن الأحادية لم تفلح مطلقًا في تفسير الوعي أو العقل
بشكل عام، وذلك من خلال عرض حجج الثنائية التي تبرز قصور المادية الاقصائية.
من حجج القائلين بالثنائية:
1- أن العقل لا يمكن تجزئته؛ فقد يفقد الإنسان عضوًا من جسمه أو قد يولد بلا ساق
مثلًا ومع ذلك هذا لا يؤثّر في كونه إنسانًا كامل الإنسانية؛ يقول الغزالي: "إنك
تعلم أن نفسك منذ كنت لم تتبدّل، ومعلوم أن البدن وصفات البدن كلها تتبدّل، إذ لو
لم تتبدّل لكان لا يتغذى، لأن التغذّي يحلّ بالبدن بدل ما تحلّل؛ فإذا نفسك ليس من
البدن وصفاته في شيء"[2].
2- إمكان تصوّر العقل مستقلًا عن الجسد[3]، حيث يمكن تصوّر العقل ليس في هذا البدن،
كالطائر كما يسمّيه ابن سينا، ويعتبر ديكارت هذا الإمكان دليل على أن العقل ليس هو
الجسد (أو تحديدًا: ليس هو العمليات العصبية القائمة في المخ).
3- الإدراك العقلي (وهي الحجة الأقوى حاليًا لذا سنركّز عليها):
تعتمد هذه الحجة على أن العقل يستطيع إدراك المعاني الكلية المجرّدة من كل طابع
حسي، والتي لا تنقسم انقسامًا ماديًا، فإن معنى الإنسان مثلًا مجّرد من كل صفة
جسمية، وهو يحتوي على بعض المعاني الجزئية كالحيوانية والنطق، حقًا إنه ينطبق في
الواقع على كثرة من الأفراد، لكنه لا ينقسم في النفس بطريقة مادية، ولا يشغل فيها
حيّزًا، وذلك لأنه لا يحلّ فيها إلا مجردا من الصفات العرضية التي تميز أحد الأفراد
عن الآخرين، وإذا كانت النفس محلًا للمعقولات فإنه يجب أن تكون من جنسها أي غير
منقسمة، وإلا لوجب أن يحل غير المنقسم في المنقسم، وهو تناقض ظاهر[4].
يقول الغزالي: "العين تدرك من الأشياء ظاهرها وسطحها الأعلى دون باطنها؛ بل قوالبها
وصورها دون حَقائقها. والعقل يتغلغل إلى بواطن الأشياء وأسرارها ويدرك حقائقها
وأرواحها، ويستنبط سببها وعلتها وغايتها وحكمتها، وأنها ممّ خلق، وكيف خلق، ولِم
خلق، ومِن كم معنى جمع وركّب، وعلى أي مرتبة في الوجود نزل"[5].
أما الحجة الأولى والثانية فالنقاش قد تجاوزهما حاليًا، خلافًا للحجة الثالثة وهي
الإدراك العقلي، فهي الحجة الحاضرة بقوة في فلسفة العقل المعاصرة، ويمكننا إعادة
صياغة جزء من الحجة السابقة في ضوء هذا النقاش المعاصر كالتالي:
كيف يمكن لعمليات عصبية مادية أن تدرك محتويات غير مادية كالأعداد والكليات والمنطق
وغير ذلك من المحتويات التي تشمل الأجسام المادية وغير المادية بل تشمل أيضا
المستحيل ماديًا؟
بصورة أدق: كيف استطاع العقل التمييز بين الوجود الفيزيائي والوجود الرياضي؟ فهناك
احتمالات كثيرة جدًّا للمعادلات والأحداث، ومع ذلك الوجود الفيزيائي إطار ضيق
جدًّا، وكذلك كيف استطاع العقل أن يميّز بين المستحيل فيزيائيًا والمستحيل عقليًا؟
فمن المستحيل فيزيائيًا فقط أن يطير الإنسان، ومع ذلك من المتصوّر أن يكون إنسانًا
طائرًا بلا تناقض منطقي أو استحالة عقلية، على عكس عجزنا عن تصوّر إمكان أن 1+1=4
مثلًا.
كيف استطاع العقل أن يستنبط من مجرّد أمثلة قواعد ثابتة؟ فالاستقراء الذي هو أساس
العلم ليس إلا تتبّع بعض الجزئيات (كمشاهدة أن بعض المعادن تتمدّد بالحرارة) ثم
الحكم العام الذي لا يمكن أن يبرر ماديا (المعادن تتمدد بالحرارة).
ويمكن توضيح ما سبق بالصورة التالية المقتبسة عن منتدى التوحيد:
أما الجانب الآخر من جوانب الإدراك العقلي وشموليته فهو الوعي بالإدراك نفسه،
فالإنسان ليس مجرّد آلة تعالج المعلومات، بل كيان يدرك المعلومات، ويستحيل تفسير
هذا تطوّريًا؛ فالحيوانات كالعناكب مثلًا لا يضرّها أنها تستجيب آليًا لجيناتها
وتبني بيوتها فطريًا دون وعي بهذا البناء. أما الإنسان فقد متّعه الله بهذا الوعي
الذاتي، وهو ما لا يمكن تفسيره بيولوجيًا، لأنه ليس هناك حاجة بيولوجية لمثل هذا
الوعي، ولا لأي قدرات إدراكية عليا عند الإنسان.
يقول البروفسور الأمريكي نوام تشومسكي: "كيف اكتشف الإنسان النظرية الكمية؟! فلا
تقدّم التجربة أي إرهاصات للمشاكل التي ستقابلنا في العالم (كحالة العناكب مثلًا)،
كما لم تكن القدرة على حّل المشكلات عاملًا في التطوّرية النشوئية! لذلك لا نقتنع
بهذا التفسير الغيبي لكي نفسّر توافق أفكارنا مع الكون، بل إنها فاجأة محظوظة أن
نجد هذا التوافق الجزئي بين أفكارنا والعالم"[6].
ويقرّ عالم الفيزياء الملحد ليوناردو مولدينوف بأنه ليس هناك تفسير فيزيائي للوعي
في فيديو شهير له[7].
أما الجانب الأخير من استحالة تفسير العقل ماديا فهو ذاتية الوعي، أو لغز الخبرة
الواعية، أو ما يسمى الكيفيات المحسوسة (Qualia)[8]، ويشرح ذلك فيلسوف العقل
المعاصر ديفيد تشالمرز فيقول: "إن من الممكن أن نعرف ونعلم كل المعلومات الموضوعية
عن شيء ما، مثل حالات الدماغ وأطوال الموجة المتعلّقة برؤية اللون الأحمر، ولكن لا
توجد معلومات أساسية حول وصف الحالة المرافقة للشعور عند رؤية اللون الأحمر"،
ويقول: "لقد تجنّب الباحثون الخوضَ في موضوع الوعي سنوات عديدة عند دراسة الدماغ
والعقل. وكانت النظرة السائدة أن العلم الذي يعتمد على الموضوعية لا يستطيع استيعاب
شيء بهذا القدر من الذاتية subjectivity مثل الوعي. فقد ركَّزت الحركة السلوكية في
علم النفس - التي سادت في بواكير هذا القرن ـ على السلوك الخارجي، ولم تسمح بأي
حديث عن السيرورات العقلية الباطنة. وبعدها أدّى ظهور علم المعرفة cognitive
science إلى تركيز الانتباه على السيرورات التي تجري داخل الرأس. أما الوعي فقد بقي
ومازال خارج إطار التناول"[9].
وهناك مقال مشهور للفيلسوف الملحد توماس ناجل بعنوان: ما هو الشعور أن تكون خفاشًا؟
(What Is It Like to Be a Bat) بيّن فيه كيف أن العلم الطبيعي عاجز تمامًا عن تفسير
هذه الظواهر الذاتية.
وابتكر فيلسوف نمساوي تجربة ذهنية لشرح هذا الشعور أو الخبرة الذاتية، فافترض أن
ماري عالمة أعصاب في القرن الثالث والعشرين وتتميّز بكونها خبيرة عالمية رائدة في
عمليات الدماغ المسؤولة عن رؤية الألوان. ولكن ماري أمضت عمرها كله في غرفة بالأبيض
والأسود، ولم تر قط أي لون آخر. إنها تعرف كل شيء ينبغي معرفته عن السيرورات
الفيزيائية في الدماغ (بيولوجيته وبنيته ووظيفته). إن هذا الفهم يمكِّنها من أن
تستوعب كل شيء ينبغي معرفته عن المشكلات السهلة: الطريقة التي يميّز الدماغ بها
المنبهات، ويكامل بها المعلومات، وينتج بها التقارير اللفظية. ومن معرفتها برؤية
اللون فهي تعرف الطريقة التي تقابل بها أسماء الألوان الأطوال الموجية في الطيف
الضوئي. ولكن يبقى هناك أمر أساسي حول رؤية اللون تجهله ماري: ألا وهو ما عساها أن
تشبه خبرة لون ما كالأحمر. وهذا يعني أن هناك حقائق عن الخبرة الواعية لا يمكن
استنباطها من الحقائق الفيزيائية المتعلقة بوظائف الدماغ.
وقد فشلت النظريات المادية الأحادية تمامًا في تفسير الكيفيات المحسوسة. وأهمّ هذه
النظريات: نظرية الهوية، حيث يذهب أنصار هذه النظرية إلى أن الشعور بالألم مثلًا هو
نفسه مركز الشعور بالألم في المخّ، لكن يشكل على هذه النظرية أن هناك حيوانات ليس
لها نفس مركز الشعور الإنساني ومع ذلك تتألّم. ولحلّ ذلك ابتكرت نظرية الهوية
الرمزية (token)، فتقول هذه النظرية أن من الممكن أن يكون هناك مكوّنات أخرى داخل
جسم ما غير مركز الألم الإنساني، ومع ذلك يشعر بالألم. ويقال ذلك مقابل الهوية
النوعية السابقة، التي تحصر الألم بمركز الألم في الإنسان فقط. وعلى الوجهين
(الهوية النوعية والرمزية) تنكر نظرية الهوية أخصّ شيء في الحالات العقلية، وهو
الشعور نفسه بحالة الألم، لذا لم تقنع الكثير من العلماء.
وقد دلّل الكثير من المتخصّصين التجريبيين على تجاوز العقل لنطاق العمليات العصبية
الدماغية، نذكر على سبيل المثال:
1- يقول تشارلز شرنجتون - رائد فسيولوجيا المخّ والجهاز العصبى، والحاصل على نوبل
عام 1932م -: "إن عملية التغذية والأيض والنمو هي ظواهر تقع داخل نطاق القوانين
الفزيائية والكيميائية، أما العمليات العقلية فهي تتجاوز تلك القوانين"[10]. وهذا
القول له مكانته، لأنه صدر عن عالم متخصّص في الانعكاسات العصبية.
2- دلّل ولدر بنفيلد (من أشهر جراحي الأعصاب) على صحة النظرية الثنائية للعقل
والمخ، وذلك بعد جمع العديد من الملاحظات السريرية على المرضي مفتوحي الدماغ ووضع
تلك الملاحظات في كتاب أسماه بـ "غموض العقل The Mystery of Mind"، واستدلّ بنفيلد
على الفروق بين العقل والمخ من ملاحظاته على استجابات المرضي الذين يتعرّضون
لتنبيهات دماغية، إذ لاحظ أن هناك تعارضٌ ين الاستجابات العصبية وإرادة الشخص. وهذا
التعارض يدلّل على وجود اختلاف بين خصائص العقل وخصائص المخ؛ فلو أن المخّ يمثّل
العقل لكانت الإثارة المخية تعكس ما يريده الشخص. ولكي تتّضح هذه الصورة وتبرهن قام
بنفيلد بتنبيه للمركز العصبي الخاص بحركة اليد وكنتيجة طبيعية تحركت يد المريض، إلا
أن الأمر الذي ينطلق منه بنفيلد هو ما عبّر به المريض من قوله بأن يدي تحركت رغمًا
عني. وهذا يعني في وجهة نظر بنفيلد أن هناك إرادة ترفض هذه الحركة توجد خارج المخّ
والذي عبّر عنه بالعقل. كذلك قام بنفيلد بتنبيه مركز الكلام وعلى إثره عجز المريض
عن إخراج الكلمات بمعنى أن بنفيلد كان ينبّه مركز الكلام ويطلب من المريض أن يتلفظ
بكلمة "فراشة" مثلًا، وكنتيجة طبيعية عجز المريض عن القول بذلك مع رغبته وتحفّزه
للتلفّظ بها. وبعد أن أوقف بنفيلد تنبيه تلك المنطقة قال المريض بصوت عالي وكأنه
فكّ من عقال "فراشة". وهذا الأمر في وجهة نظر بنفيلد يشير من جانب إلى صراع المخّ
مع الإرادة "العقل". وبالجملة، فإن مجموعة تلك الملاحظات السريرية تؤكّد على أن
مركز العقل لا يخضع لجوانب مادية صرفة.
3- تبنّى جون إيكلز (من روّاد مجال فسيولوجيا الأعصاب، وحاصل على نوبل عام 1963)
النظرية الثنائية أيضًا، ووضع نظريات متخصّصة تقوم على انفصال حقيقي بين المخّ
والعقل، ووضع لذلك براهين عديدة نذكر اثنين منها:
- الحركات الإرادية تحدث قبل النشاط الدماغي للقشرة الحركية بحوالي ثانيتين. الأمر
الغريب هنا أنه إذا كان مصدر إرادة الحركة هي القشرة المخية فإنه من المفترض أن
يسجّل النشاط الكهربائي في القشرة الحركية قبل حدوث الحركة، إلا أن الأمر الذي حصل
هو العكس تمامًا. حدث هذا الأمر أيضًا في وظيفة الكلام، إذ لاحظ كورنبر أن النطق
بالكلام عملية تسبق زيادة نشاط مركز الكلام الدماغي. ويستنتج إيكلز من هذه الدراسة
إلى أن هناك أمرٌ مجهولٌ يعمل كوسيط بين المخّ والحركة الإرادية، وبين المخّ
والكلام وهو ما نعني به في المفهوم البسيط: جانب الإرادة. وعلى هذا يؤكّد إيكلز أن
المخ شيء والعقل شيء آخر.
- عندما تتعرّض القشرة الحسية إلى استثارات كهربائية كانت النتيجة وجود زمن تأخيري
يقدّر بنصف ثانية بين استثارة القشرة المخّية بشكل مباشر وحصول الشعور بالإحساس.
وهذا الزمن التأخيري هو المحكّ الذي يرتكز عليه إيكلز في استنتاجه بوجود فارق بين
المخّ والعقل.وينطلق إيكلز في استنتاجه هذا من مبدأ أنه إذا كانت القشرة الحسية هي
المكان الذي يتمّ فيه ترجمة الإحساسات الجلدية فإنه من المفترض أن تنبيهها بشكل
مباشر يؤدّي مباشرةً إلى الشعور بالإحساس دون أن يكون هناك زمن تأخيري. إلا أن هذا
الافتراض لم يتحقّق تجريبيًا مما يؤكّد أن الشعور العقلي لا يقتصر وجوده على مادة
المخّ، بل إن هناك دور مكمّل لعمل المخّ، وهو العقل الذي ليس له مظهر مادي[11].
ومن الدراسات الفلسفية المهمة التي تعارض مادية الوعي:
دراسة الفيلسوف ديفيد تشالمرز؛ وموضوع هذه الدراسة هو الإقرار بغموض الخبرات
النفسية، خصوصًا ظاهرة الوعي. وساق شالمرز عددًا من الأدلّة تؤكّد أن الجانب الذي
التفتت إليه الدراسات العصبية في موضوع الوعي جانب ناقص، لأنه انحصر على الجانب
الفيزيقي. وهذا يعني أن هناك رؤية ضيقة تتعلّق بمسألة الوعي على أساس أن طبيعة
العمليات النفسية ليست مثل طبيعة العمليات الفيزيقية[12].
بل دلت براهين علماء الفيزياء على غموض الوعي؛ فقد ناقش العالم الفيزيائي وينبرج في
كتابه المسمى بكتاب "أحلام النظرية النهائية" إمكانية ضمّ القوانين الطبيعية تحت
قانون أوحد. ويشير وينبرج بأن ثمّة يوم قادم سيتمكّن العلماء فيه من الكشف عن
العلاقات بين جميع القوى الطبيعية، والعمل على إيجاد قانون يضمّها تحت مظلة واحدة،
وسيكون هذا التاريخ موعدًا لتفسير جميع الظواهر الكونية. وفي هذا إشارة صريحة بأن
العلماء سيصلون إلى صياغة قانون أوحد يوحّد مفهوم القوى الفيزيقية الأربع، وهي:
القوة الكهرومغناطيسية، والقوة النووية الضعيفة، والقوة النووية الشديدة، وقوة
الجاذبية. وعلى الرغم من هذا الاستبشار فإن وينبرج يستثني بشدّة موضوع له قانون
محيّر لا يمكن إخضاعه للقوانين الفيزيقية، وهو معضلة الوعي الذي لا يمكن انتماؤه
إلى واحد من تلك القوى[13].
نخلص من ذلك أن الوعي لم تفلح المادية في تفسيره، سواء فلسفيًا أو علميًا.
مفارقة تفسير العقل داروينيًا.
لو سلّمنا أن العقل قد تطوّر عبر ملايين السنين، فكيف يمكن لنا أن نثق في حكمه بأن
العقل قد تطوّر؟! فالظاهر أن: "كثيرًا من المؤمنين بنظرية التطوّر الدارويني لا
يدركون التحدّي، بل التهديد الذي تشكّله النظرية لعقولهم التي يثقون بها ويعتمدون
عليها في تصّور وجودهم، فضلًا عن الحكم عليه، بما في ذلك تصّورهم لنظرية التطوّر
وأحكامهم عليها. فما هي طبيعة هذا التهديد؟ لنستمع إلى دارون نفسه حيث يقول في
رسالة خاصة إلى صديقه وليام جراهام: "ينتابني دائمًا شكّ فظيع حول ما إذا كانت
قناعات عقل الإنسان، والذي بدوره تطوّر من عقول كائنات أدنى، تتمتّع بأي قيمة أو
تستحق أدنى ثقة"[14].
وقد تنبّه إدموند هوسرل لهذا الإشكال أيضًا، فيقول: "قد تعرض للخاطر بعض الأمور من
علم الحياة، فنذكر نظرية التطوّر الحديثة حيث نما الإنسان في كفاحه من أجل الوجود
بحسب الانتقاء الطبيعي، فنما معه عقله بالطبع. ومع العقل سائر الصور التي هي أخصّ
به، ولا سيّما الصور المنطقية. ألا يدفعنا ذلك إلى القول بأن الصور والقوانين
المنطقية إن هي إلا سمة عارضة للنوع البشري، وإنها قد تكون مختلفة وتصير كذلك في
سياق التطور المقبل"؟[15]
ويقول الفيلسوف ألفين بلانتنجا: "إن قبلت بالمادية والتطوّر معًا فسيكون لديك سبب
وجيه للإيمان بأن ملكاتك المسؤولة عن إنشاء المعتقدات غير موثوقة، ولكن الإيمان
بذلك يعني السقوط في شكّ تام. الأمر الذي يدرك بدون أيّ سبب لقبول أيّ من معتقداتك
(بما في ذلك معتقداتك عن المادية والتطور!). السبيل المعقول الوحيد هو التخلّي عن
الدعوى المفضية إلى هذه النتيجة، دعوى أن المادية والتطوّر صحيحان معا"[16].
فالحاصل أن التفسير الدارويني للعقل، حتى ولو نجح، لا يمكن الثقة فيه، لأنه لن يكون
هناك معيار عقلي أصلًا للحكم بالنجاح من عدمه.
[1] أو مجرد عقل، كما يذهب الفيلسوف باركلي والمثاليون عموما، وحجج باركلي على نفي
المادة مشهورة. لكن ما يهمنا هنا هو المذهب الأحادي المادي المعاصر.
[2] معارج القدس في مدراج معرفة النفس ص33
[3] وأشهر من صاغ هذا الدليل هو ديكارت في كتبه.
[4] في النفس والعقل لفلاسفة الاغريق والاسلام لمحمود قاسم ص107
[5] مشكاة الأنوار ص45
[6] اللغة ومشكلات المعرفة ترجمة حمزة بن قبلان. ص(222)، ص (235).
[7] https://www.youtube.com/watch?v=WGvzheu1JQA
[8] قد يقال إن علماء الذكاء الاصطناعي قادرون على ابتكار آلة لها وعي ذاتي، لكنّ
ذلك أمر مستحيل كما أكّد الكثير من المتخصّصين في الوعي أو الذكاء الاصطناعي نفسه؛
يقول جون إكليس الحائز على جائزة نوبل: "إنه ليس هناك دليل على الإطلاق بأنه يمكن
أن تكون لأجهزة الكمبيوتر نوعًا من الوعي أو الشعور الذاتي"؛ فالذكاء الاصطناعي
مجرّد أوامر برمجية تنفذها آلات مادية، أما الإنسان والوعي الذاتي فأمر يختلف تماما
عن البرمجيات الحديثة، بفضل هذه الكيفيات المحسوسة.
وفي رؤية مناقضة لبرمجة العقل أو تمثيله اصطناعيا قدّم جون سيرل تصوّرًا عما أسماه
"برهان الغرفة الصينية "The Chinese Room Argumentصوّر فيه وجود شخص إنجليزي لا
يعرف اللغة الصينية في غرفة مغلقة ولديه تعليمات كتبت بالإنجليزية. فعندما تأتيه
رموز صينية فإنه يستخدم كتاب التعليمات للتعامل معها ثم يرسلها خارج الغرفة.
ويتوقّع الأفراد الذين هم خارج الغرفة أن هذا الشخص يعرف اللغة الصينية وهو ليس
كذلك. يشبه سيرل هذا الشخص بعمل برمجيات الذكاء الصناعي التي تتعامل مع المعاني دون
أن تعي معناها. وهذا يؤكد الاختلاف الجذري بين عقل الإنسان وتلك البرمجيات.
[9] http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=1031
[10] Sherrington, C. S. (1958). The excitable cortex in conscious man. The 5th
Sherrington Lecture. Liverpool: Liverpool University Press.p.237
[11] مظاهر القصور في التفسير الفيزيقي للسلوك لخالد الخميس. ص12
[12]http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=1031
[13] مظاهر القصور في التفسير الفيزيقي للسلوك لخالد الخميس. ص23
[14] ثلاث رسائل في الإلحاد والعلم والايمان، عبد الله الشهري ص182
[15] المرجع السابق ص183
[16] هل الإلحاد عقلاني؟ مقابلة بين ألفن بلانتنجا وجاري جنتنج، ترجمها وعلق عليها
عبد الله الشهري.
الموضوعية التامة في العلم التجريبي وهم، لأن الكثير جدًّا من تحليل الإنسان يعتمد على افتراضات ميتافيزيقية. ينبغي أن أعلم ويعلم القراء أيضًا أن ال
ومن البراهين على وحدانية الله وصدق رسوله وحقيقة ما جاء به: أن الشريعةَ كلَّها محكمةٌ في غاية الحسن والانتظام، متصادقة أخبارها، متفقة حقائقها، مت
سؤال: "إذا كان الله خلق كلّ شيء، فمن خلق الله؟" شبهة قديمة ومنتشرة. وتتخّذ هذه الشبهة صورًا مختلفة وتجدّد بطرق متنوّعة، وإن كان أصلها واحد في نهاي
قال البروفسور وليام لاين كرايغ (William Lane Craig) عن هذه القاعدة: ((اعرف أن الشكّ لا يكون مشكلة عقلانية فحسب، بل هناك بُعد روحاني للمشكلة وهو
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} لما ذكر تعالى ما أخذه الله
يحسّن التلفاز الحياة المعيشة في مستوياتها الأكثر بدائية في أعين مشاهديه. كما تقول الحكمة [المزعومة]: "ستعيش لمرة واحدة فقط، لذلك احصل على كل ما
هذه القاعدة لها صلة بما قبلها؛ فإذا اعترف الإنسان بقصور عقله فإنه ينبغي أن يضعه في إطاره الصحيح، وبذلك ينجو من كثير من الشبهات؛ قال البروفسور ول
بقلم رضا زيدان. تناول القرآن قضية وجود الله كمسلّمة فطرية يتّفق عليها بنو آدم، ومع ذلك قدّم أدلة عقلية لإيقاظ الفطرة، منها: دليل السببية، حيث قال
بقلم رضا زيدان. ما هو العقل الإنساني؟ وكيف يدرك العالَم؟ وهل للأفكار والمشاعر والرغبات الانسانية طبيعة مادية؟ هل لو علمنا آلية عمل المخّ يمكننا ا
قام التوجّه إلى النفس - الذي عززته أداة الإلحاد التبشيرية المتمثّلة في وسائل الإعلام - بخلق الذات الفارغة. ومع عدم وجود إله لملء ذلك الفراغ، أصب
تأمّل خلق السماء، وارجع البصر فيها كرّة بعد كرّة كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها وسعتها وقرارها، بحيث لا تصعَدُ علوًّا كالنار، ولا ت
ثم انظر رحمك الله إلى سعة رحمة الله التي ملأت أقطارَ العالم، وشملتَ كلَّ مخلوق في كل أحواله وأوقاته. فبرحمته أوجد المخلوقات، وبرحمته أبقاها وح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فإن الناس كلما قويت حاجتهم إلى معرفة الشيء يسرّ الله أسبابه كما يتيسر ما كانت حاجتهم إليه في أبدانهم أشدّ.
آخر مغالطتين سنعرضهما في هذا الكتاب هما أكثر مغالطتين انتشار
لم يشهد البشر أصل الحياة، ولا وجود لدليل فيزيائي جيولوجي على أصلها. وفي معرض حديثه عن أصل جزيئة افتراضية مضاعفة ذاتيًا وعن بنية تلك للجزيئة، قال آ
أظهر دوكينز خلطًا انتقائيًا واضحًا بين الممكن والمستحيل ليوافق ذلك غاياته، ويتجاوز في خلطه حتى حدود الخفة الذهنية التي خدعت العديد من قرائه (ونفتر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فمن المعلوم بالمشاهدة والعقل وجود موجودات، ومن المعلوم أيضًا أن منها ما هو حادث بعد أن لم يكن - كما نعلم نح
تفكَّر رحمك الله في نفسك، وانظر في مبدأ خلقك؛ من نطفة إلى علقة إلى مُضغة، حتى صرتَ بشراً كامل الخَلْق، مكتمل الأعضاء الظاهرة والباطنة؛ أما يضطرك
تجسيد المجرّدات (Reification) هو أن تنسب صفة واقعية لشيء مجرّد، ولعل القارئ قد سمع المقولة القديمة، "ليس من اللائق أن تخدع أمّنا الطبيعة". هذا مث
وكذلك ذكَّروهم بأيامِ الله ووقائعه في الأمم الطاغية، وذكروهم أن هذه العقوبات ثمرةُ الكفرِ والتكذيب، وأنها نموذج من عقوبات الآخرة. وهي عقوباتٌ وم
ومن آياته وعجائب مصنوعاته: البحار المكتنفة لأقطار الأرض، التي هي خُلجانٌ من البحر المحيط الأعظم بجميع الأرض، حتى إن المكشوف من الأرض والجبال وال
اسم الكتاب: البراهين العقلية على وحدانية الربّ ووجوه كماله. اسم المؤلّف: العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (رحمه الله).
بقلم رضا زيدان. يخلّط كثير من الناس بين العلم التجريبي والمذهب الطبيعي (Naturalism)، مدّعين أن المذهب الطبيعي أمر لازم للعلم التجريبي، أو أنه لا يم
تأمّل خلق السماء، وارجع البصر فيها كرة بعد كرة، كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها وسعتها وقرارها، بحيث لا تصعد علوًا كالنار، ولا تهبط
كان لزامًا علينا قبل التطرّق إلى استحالة تكوّن البروتين الواحد صدفة أو الخلية الواحدة عشوائيًا أن نفرد شرحًا مبسّطًا كما في الفصل الماضي، حيث عرفن
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض
ومن براهين وحدانية الله تعالى وكرمه : ما يكرم الله به الواصلين لأرحامهم، المحسنين إلى المضطرين والمحتاجين، وخَلَفُه العاجل لهم نفقاتِهم، وتعويضُ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن نظر
اسم الكتاب: الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد. اسم المؤلّف: الدكتور سعود بن عبد العزيز العريفي. نوع الكتاب: رسالة عل
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُن
عندما يكون جوهر الشخص أو طبيعته الفطرية ذات قيمة ضئيلة، لا يعدو المرء حينها مجرّد أداة للاستخدام. يشاهد الأمريكي العادي حوالي 15.000 صورة جنسي
ومن شهادته تعالى لنفسه بالوحدانية والتفرد بالعظمة والكمال: ما عجَّله لأنبيائه وأتباعهم من الآياتِ والمعجزاتِ، والنصر العظيم، والكرامات المتنوعة،
مغالطة الاحتكام إلى المرجعية (Faulty Appeal to Authority) تعتبر بصورة عامة عكس مغالطة الشخصنة. فحين يرفض في مغالطة الشخصنة ادّعاء ما استنادًا إلى
تشتق كلمة ad hominem من اللغة اللاتينية وتعني "إلى الرجل". سمّيت المغالطة بهذا الاسم لأنها توجّه الحجة ضد الشخص صاحب الدعوى، بدلًا من مناقشة الدع
لا شك أن كل من المؤمنين بالخلق الإلهي المباشر أو المؤمنين بالتطور: كلاهما متفق على وجود تنوع هائل وتكيّف تام بين مختلف الكائنات الحية وبين بيئاتها
وإذا نظرت إلى الأرض كيف خُلقت، رأيتها من أعظم آيات فاطرها وبديعها، خلقها سبحانه فراشًا ومهادًا، وذلّلها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم وقواتهم ومعايش
قد أخبر الله تعالى أنه رفع من شأن الإنسان وكرّم بني آدم إذ قال: (وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَملناهُم في البرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقنَاهُم مِنَ ال
سبق البيان أن الشبهات تنقسم إلى أقسام، منها الشبهات الواقعية المتعلّقة بأصل الاعتقاد. وهذه الشبهات في الغالب تكون مدّعمة بشيء من الأدلة – وإن ك
إن السعادة، والسرور وطمأنينة القلب وراحة الصدر مما يكاد يبحث عنها جميع البشر، وإن تعدّدت سبلهم في ذلك. والشعور بطمأنينة القلب يتعلّق بروح الإنسان
ومن البراهين العقلية على وحدانية الله وصدق رسله: أن الرسلَ كلهم ـ وخصوصاً إمامهم خاتمُهم محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم ـ قد جاؤوا بالحق النافع،
انظر أحوال المضطرين الواقعين في المهالك، والمشرفين على الأخطار، والبائسين من فقرهـم المدقـع، أو مرضِهم الموجع؛ وكيف تضطرهم الضروراتُ وتلجئهم ال
وبالجملة؛ فما من كوكب من الكواكب إلا وللربّ تبارك وتعالى في خلقه حِكَم كثيرة، ثم في مقداره، ثم في شكله ولونه، ثم في موضعه من السماء وقربه من وسط
يخبر تعالى خبرًا يتضمّن الأمر بتعظيم القرآن والاعتناء به وأنه: {تَنزيلُ} {مِنَ اللَّهِ} المألوه المعبود لما اتّصف به من صفات الكمال وانفرد به من ا
الشبهات العاطفية والإرادية تختلف عن الشبهات الواقعية، لأنها تحمل بُعدًا آخر غير الشبهة المذكورة بدليلها، وهو البُعد النفسي في الإنسان. فالشخص ا
تشبه مغالطة السؤال المعقّد (The Complex Question) مغالطة النعوت المصادرة على المطلوب، فهي الشكل الاستفهامي من مغالطة المصادرة على المطلوب - عندما
بقلم رضا زيدان. مدخل: يقوم كتاب أصل الأنواع لتشارلز داروين على فكرتين رئيسيتين: الأصل المشترك والاصطفاء الطبيعي. أما الفكرة الأولى فقد أكّد في
اعلم رحمك الله أنك إذا نظرتَ إلى العالم العلوي والسفلي وما أودع فيه من المخلوقات المتنوعة الكثيرة جداً، والحوادث المتجددة في كل وقت، وتأملتَه تأ
إن السعادة، والسرور وطمأنينة القلب وراحة الصدر مما يكاد يبحث عنها جميع البشر، وإن تعدّدت سبلهم في ذلك. والشعور بطمأنينة القلب يتعلّق بروح الإنسان
بقلم رضا زيدان. يشيع في الغرب بعد تغيّرات تاريخية كبرى أن هناك معارضة بين الإيمان والعلم؛ فالعلم يقوم على الدليل الموضوعي، أما الإيمان فيقوم على
عند الحوار عن أي موضوع، فإنه من المهم أن ينتبه جيدًا لمعنى الكلمات وكيفية استخدامها في المناظرة. فمعظم الألفاظ لها دلالات متعددة، لكنّ أحد هذه الم
والنظر في هذه الآيات وأمثالها نوعان: [الأوّل]: نظر إليها بالبصر الظاهر؛ فيرى - مثلًا - زرقة السماء ونجومها وعلوها وسعتها؛ وهذا نظر يشارك الإنس
ما الذي نحتاجه للتغلّب على احتمالات واحد إلى مليار؟ شهدنا في الفصل السابق إيمان دوكينز المبهم بالصدفة. نقرُّ بأنّ هذا الإيمان شوّه حكمه على أهم ال
نظرة على ما قبل ظهور كتاب أصل الأنواع لداروين 1859م لعلّها من إحدى دلائل وجود خالق حكيم مدبّر عليم وقادر لدى جميع البشر من جميع الأمم قديمًا وح
اسم الكتاب: السينما واللاوعي – عن الخطاب الشعبي للإلحاد اسم المؤلّف: أحمد حسن. نوع الكتاب: كتيّب صغير الحجم. دار النشر: طبع مركز بر
1- تنصّ نظرية التطوّر كما افترضها تشارلز داروين في كتابه: أصل الأنواع عام 1859 م على أن الكائنات الحيّة جميعًا قد نشأت وارتقت أو تطوّرت من أصل واح
وهذا الحمام من أعجب الحيوان هداية، حتى قال الشافعي: "أعقل الطير الحمام". وبرد الحمام هي التي تحمل الرسائل والكتب، ربما زادت قيمة الطير منها على ق
ومن براهين وحدانية الله : أن العقولَ والفطرَ مضطرةٌ إلى الاعتراف بباريها، وكمالِ قدرته ونفوذ مشيئته، وذلك أن الخلقَ محتاجون ومضطرون إلى جلب المن
ذكر جورج غالوب – الذي ينسب إليه استطلاعات الرأي المعروفة - في إحدى المرّات أنه يمكن إثبات وجود الله إحصائيًا، وذلك بقوله: "خذ مثلًا جسم الإنسان
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كل دليل على كل مدلول، ولكل قوم بل ولكلّ إنسان من الدلائل المعينة التي
من المعلوم أن الطبيعة كمفهوم – فهي ليس لها عقل ولا وعي ولا حرية تصرف أو اختيار، لأنها شيء مادي صرف يخضع لقوانين محددة وضعها الله تعالى في هذا الكو
اسم الكتاب: لا أعلم هويّتي – حوار بين متشكّك ومتيقّن - اسم المؤلّف: الدكتور حسّام الدين حامد. نوع الكتاب: هذا الكتاب مبني على حوار وقع بي
يوجد أحد أكثر أسرار إثارة بين الكائنات البحرية في بزاق البحر (Sea slug) المميّز. يعيش بزاق البحر على طول ساحل البحر في منطقة المد والجزر ...
ومن براهين وحدانيته وكماله وتوحده بالعظمة والكمال: أنه قد ثبت بالبراهين والآيات المتنوعة ـ التي لا يمكن إحصاؤها؛ لا إحصاء أنواعها، ولا أفرادها ـ
ومن أعظم البراهين ـ الجامعةِ بين كونها نقليةً وعقليةً حسيةً ـ: إخبارُ الله في كتابِه، وفي سنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم عن أمورٍ من الغيب كثيرة
وكذلك ذكَّرتهم الرسل بما هم عليه من النصحِ الكامل، والعلمِ الواسع، والصدقِ، وأن جميعَ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم: أعلم الخلق، وأصدق الخلق، وأ
وهذه النمل من أهدى الحيوانات، وهدايتها من أعجب شيء، فإن النملة الصغيرة تخرج من بيتها، وتطلب قوتها، وإن بعدت عليها الطريق، فإذا ظفرت به، حملته وساق
ومن براهينِ رُبوبيته ووحدانيته: إجابتُه للدعواتِ في كلِّ الأوقات، فلا يحصي الخلقُ ما يعطيه السائلين، وما يجيبُ به أدعيةَ الداعين، من بَرٍّ وفاجر
حتى لو فرضنا أن الإنسان يمكنه تقليل افتراضاته الغيبية المسبقة عندما ينظر للأدلة، فيجب أن يكون هناك افتراضًا آخر قبل فحص نظرية ظهور الحياة من الع
شاركت مرة بحصة تلسكوب مع مجموعة صغيرة من الأشخاص، وفيهم صبي عمره أربع سنوات، وكان مهتمًا بعلم الفلك بالأخصّ؛ فسألت هذا الفلكي الناشئ إن كان يؤمن ب
ما قيل عن التلفاز يمكن أن يقال بدرجاتٍ متفاوتة عن الإنترنت، والأفلام، والعروض المسرحية، والروايات، أو كتب الرحلات الرذيلة، والصحافة عمومًا، والم
بقلم رضا زيدان. بات العلم التجريبي المعتمد الأوّل في الفكر الحديث، فبعد أن تصاعدت الإسهامات التجريبية منذ عصر نيوتن في شتّى مجالات العلوم الطبيعية
ومن براهين وحدانية الله وصدق ما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم: الآثارُ الجليلة التي نشأت وترتبت على رسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم. فإنه بعث
وانظر إلى القمر وعجائب آياته؛ كيف يبديه الله كالخيط الدقيق، ثم يترايد نوره ويتكامل شيئًا فشيئًا كل ليلة حتى ينتهي إلى إبداره وكماله وتمامه، ثم ي
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ ص
ومن آياته سبحانه: خلق الحيوان على اختلاف صفاته وأجناسه وأشكاله ومنافعه وألوانه وعجائبه المودعة فيه؛ فمنه الماشي على بطنه، ومنه الماشي على رجليه،
في كلّ يوم جديد والعلم يزداد انبهارًا بالتعقيد الغائي والذي له هدف وخطّة عمل داخل خلية الكائن الحيّ! وذلك بالصورة التي لم يكن يتخيّلها داروين أبدً
ينبغي لمن يتعامل مع من وقع في شبهات أن يحدّد نوع الشبهة التي وقع فيها لكي يستطيع أن يردّها؛ قال البروفسور غاري هابيرماس (Gary Habermas): ((من ال
بقلم رضا زيدان. 1-ما هو الدين؟ عرّف الجوهري الدين بأنه: "العادة، والشأن، والدين أيضًا الجزاء والمكافأة يقال: دانه يدينه دينًا أي جازاه ... وا
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
ومن براهين وجود الله ووحدانيته: ما يجريه الله على أيدي أنبيائه من خوارق الآيات والمعجزات والبراهين القاطعات، وما يكرمهم به في الدنيا وينصرهم، وي
العالم الذي نعيش فيه مكان مذهل وعجيب حقًّا. فيه الفهد الذي يمكن أن يجري بسرعة 70 ميلًا في الساعة، والحشرات التي يمكن أن تنام 17 عامًا، وفقمات ال
وأمر النحل في هدايتها من أعجب العجب، وذلك أن لها أميرًا ومدبّرًا وهو اليعسوب، وهو أكبر جسمًا من جميع النحل وأحسن لونًا وشكلًا، وإناث النحل تلد في
لتحقيق أهداف هذا الكتاب من المفترض أن نظامنا التفكيري أو منطقنا صحيحًا كما ذكرنا أعلاه، لو لم نفترض صحة المنطق لن نستطيع المضي أبعد من ذلك، فليس
يأمر تعالى بتدبّر كتابه، وهو التأمّل في معانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك؛ فإن تدبّر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وب
اسم الكتاب: الإلحاد – وثوقية التوهّم وخواء العدم -. اسم المؤلّف: الدكتور حسام الدين حامد. نوع الكتاب: كتاب علمي وأدبي، متوسّط الحجم. دار النش
{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} لما بيّن تعالى م
ما مصدر صفاتنا البدنية كالطول ولون الشعر؟ يقول علماء البيولوجيا إن مصدر هذه الخصائص هو التعبيرات المظهرية (المادية) للمورثة: أي الشفرة الوراثية.
لدى عبادة الجسد نظيرتها في وسائل الإعلام، وهي عبادة الإساءة إلى الذات. إذا لم تتمكّن من أن تصبح جميلًا أولًا تستطيع رؤية نفسك جميلًا، عندئذٍ تحت
من المفترض ألا يقع أحد في هذه المغالطة، إلا أن ذلك يحدث دومًا؛ فيقع أحدنا في هذه المغالطة عندما يسيء فهم فكرة الطرف الذي يحاوره ومن ثم يتابع في دح
استخدم المعلنون لسنوات كلمات ورموزًا في الإعلانات تؤثّر في العقل الباطن للمشاهد. فقد استخدمت العبارات الرنانة والصور الوامضة أو الرسائل السريعة
ترتكب مغالطة القسمة الثنائية الزائفة (Bifuraction) عندما يزعم أحدهم/إحداهن وجود إمكانيتين حصريتين فقط لا ثالث لهما - في حين يوجد فعليًا خيار ثالث.
يقول تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي: غير ممكن ولا متصوّر، أن يُفترى هذا القرآن على الله تعالى، لأنه ال
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}. الأمانات
أظهر عدد هائل من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن لدى الأطفال والبالغين المتابعين لأفلام العنف ميلًا لتطوير حسٍ عالٍ من العدوانية. ويتفاقم هذا ال
نُشر مؤخرًا مقال مثير جدًا للاهتمام في مجلة: العالم الجديد (New Scientist) احتفالًا بالذكرى المائتين لميلاد شارلز داروين(1). وقد تمّت مساءلة ستة
يطوّر التلفاز مجتمعًا سلبيًا تتزايد فيه وسائل الإعلام مع قليلٍ من التفكير النقدي. وبسبب حقيقة كون المشاهد متلقيًا سلبيّا لمضمون فاعل، فإن التلفاز يدرّ
بعدما رأينا في الفصل السابق الاستحالة النظرية والاحتمالية لتكوين بروتين واحد أو خلية حية صدفة, ففي هذا الفصل سنتطرق إلى أحد أعمدة نظرية التطور في
ومن ذلك تحدي الله لجميعِ الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وإخبارُه أنهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يأتوا بمثله، والتحدي قائمٌ في كل وقت (
بقلم رضا زيدان. لا نبالغ إذا قلنا إن مشكلة وجود شرّ في العالم هي أهمّ مشكلة نفسية وفلسفية يطرحها الإلحاد قديمًا وحديثًا، وهي الأكثر حضورًا في الم
ومن أعظم براهين وحدانيته: ما أنزله الله على أنبيائه عموماً؛ من الكتب والشرائع، وما أنزله على محمد صلّى الله عليه وسلّم خصوصاً؛ من الكتاب العظيم
تشتمل المغالطات المنطقية أيضًا على الاستنباط من المعلومات القليلة، وعادة ما ينتج نتائج لا تستند على أدلة، يجب أن يكون المرء حريصًا في قيامه بتعم
رأيت في العقل نوع منازعة للتطلّع إلى [معرفة] جميع حكم الحق - عز وجل - في حكمه! فربما لم يتبيّن له بعضها - مثل النقض بعد البناء - فيقف متحيّرًا! ور
أُغرقت وسائل الإعلام بإعلانات لجميع أنواع منتجات التجميل وبأشخاصٍ جميلين ذكورًا وإناثًا. إن آلهة الملحد (بالذات إله الاهتمام الذاتي، وآلهة حبّ ا
مغالطة النعوت المصادرة على المطلوب (The Fallacy of the Question-Begging Epithet) إحدى أشهر المغالطات المرتكبة من قبل أنصار التطوّر على الإنترنت، و
بقلم رضا زيدان. يؤكّد الملاحدة الجدد باستمرار وفي كل مناسبة على أن للأخلاق أهمية كبيرة، وأن هناك حقوق للإنسان وقيم عليا كالحرية يجب الحفاظ عليها.
من المحتمل أن معظم الناس قد سمعوا "بالبيولوجيا التطوّرية"، لكن مصطلح "التطوّر" عادة ما يستعمل بمعنى أوسع نسبة لمجالات أخرى من مجالات الدراسات العل
اسم الكتاب: جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير توحيد الربوبية وردّ القوادح فيه. اسم المؤلّف: الدكتور عادل بن حجّي العامري نوع الك
المشكلة مع بعض من يقع في الشبهات أنه مصاب بداء الكبر والعجب بالنفس، فيقع فيما ذكره الله: (بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِطُوا بِعِلمِه وَلما يَأتِهم
التعاطف ضروري لمجتمع أخلاقي. ولكن سبّب التلفاز اختناقًا من هذا الإحساس. تقضي الأسر وقتًا أقلّ بالعمل واللعب معًا. لم يعد وقت العشاء كوقتٍ للتجمّ
يعتبر الدي أن أي عبارة عن حمض نووي يخزن المعلومات الجينية للخلية على شكل شريط، متضمنًا تسلسلًا من الأسس الآزوتية A ، G ، C ، T (اختصارات للأدنين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فالحاجة التي يقترن مع العلم بها ذوق الحاجة هي أعظم وقعًا في النفس من العلم الذي لا يقترن به ذوق. ولهذا كانت
أدّى فقدان القيم المطلقة والارتياب في الحقائق المجرّدة والسامية عمومًا إلى ظهور أكبر عددٍ من المفكّرين القذرين الذين أنتجهم العالم من أي وقتِ مض
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((ودلائل النبوة من جنس دلائل الربوبية، فيها الظاهر البين لكل أحد؛كالحوادث المشهودة، مثل: خلق الحيوان والنبات
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} . أي:
رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب، فيكرر الدعاء، وتطول المدة، ولا يرى أثرًا للإجابة، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر،
{يمحق الله الربا} أي: يذهبه ويذهب بركته ذاتًا ووصفًا، فيكون سببًا لوقوع الآفات فيه ونزع البركة عنه، وإن أنفق منه لم يؤجر عليه بل يكون زادًا له إل
ومن أعظم البراهينِ على وحدانيةِ الله ووجوبِ وجوده: ما دعت إليه الرسلُ ـ صلواتُ الله وسلامه عليهم ـ أُمَمهم، ونبَّهتهُم على البراهينِ العقلي
بقلم رضا زيدان. الأصل الأول (لله ملك السماوات والارض): أن الله هو المتفرّد بالملك والتصرّف، وأن هذا التصرّف دائر بين العدل والفضل والحكمة والمص
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((جمهور العقلاء مطمئنون إلى الإقرار بالله تعالى، وهم مفطورون على ذلك. ولهذا إذا ذُكر لأحدهم اسمه تعالى، وجد ن
كما هو الحال مع أيّ موضوع يتضمّن افتراضات ونظريات، فإنّ بعض الكتابات المتعلّقة بالبيولوجيا الجزيئية وجسيمات الفيزياء الفلكية فيها مغالطات منطقية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((ولهذا لما كان وجوب الوجود: من خصائص رب العالمين والغنى عن الغير من خصائص رب العالمين: كان الاستقلال بالفعل
يقول المثل الصيني الشهير: "لا تعطني سمكًا ولكن علمني كيف أصطاد "! والشاهد هو أن هذه السلسلة لم يكن المقصود بها أن تشمل كل جوانب نقد نظرية التطور
أظهر عدد هائل من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن لدى الأطفال والبالغين المتابعين لأفلام العنف ميلًا لتطوير حسٍ عالٍ من العدوانية. ويتفاقم هذا ال
{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإثْمِ
سنبدأ بكشف الإيمان الغريب المعادي للرب لدى ريتشارد دوكينز، حيث يقوم هذا الإيمان عنده مقام إلهه ووجهة إيمانه وأمله؛ بل نجرؤ على القول إنه "إن لم ي
اسم الكتاب: تأمّلات في البواعث النفسية للإلحاد. اسم المؤلّف: رشود عمر التميمي. نوع الكتاب: كتيّب صغير الحجم. دار النشر: مركز الفكر
ومن آياته سبحانه تعالى: الليل والنهار وهما من أعجب آياته وبدائع مصنوعاته، ولهذا يعيد ذكرهما في القرآن ويبديه؛ كقوله تعالى: {وَمِن آياتِهِ الليلُ
وذلك أن الشبهات أصلها الذنوب، والسيئات بريد الشكوك. وقد ذكر الدكتور إرفين لوتزير (Irwin Lutzer) أن الإنسان إذا عرف أن أصل الشبهات من الذنوب فإنه
من أكبر الدليل على وجود الخالق سبحانه هذه النفس الناطقة المميّزة، المحرّكة للبدن على مقتضى إرادتها، والتي دبّرت مصالحها، وترقّت إلى معرفة الأفلاك،
قوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} أي: هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة، المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم،
سنسأل بعد وصولنا إلى هذه النقطة، ماذا يعني القول بأنّ وجود الرب أمر احتمالي؟ قدّم دوكينز هذا الجواب الهزيل فقط: "لا يستطيع المنطق وحده إقناع أحده
اسم الكتاب: كيف تحاور ملحدًا؟ - دليلك المنهجي لمهارات الحوار - اسم المؤلّف: أمين بن عبد الهادي خربوعي. نوع الكتاب: كتيّب صغي
تأمّل العبرة في موضع هذا العالم، وتأليف أجزائه، ونظمها على أحسن نظام وأدلّه على كمال قدرة خالقه، وكمال علمه وكمال حكمته وكمال لطفه. فإنّك إ