بقلم رضا زيدان.
مدخل:
يقوم كتاب أصل الأنواع لتشارلز داروين على فكرتين رئيسيتين: الأصل المشترك
والاصطفاء الطبيعي. أما الفكرة الأولى فقد أكّد فيها على أن جميع أشكال الحياة قد
انحدرت من أصل واحد مشترك في وقت ما من الماضي السحيق، ومن ثم فكل الكائنات العضوية
بالنسبة لداروين أصلها كائن بدائي، تطور تدريجيًا إلى أشكال أخرى جديدة من الحياة،
لينتج في النهاية بعد ملايين الأجيال كل أشكال الحياة المعقّدة اليوم. واعتاد
البيولوجيون على توصيف هذه الفكرة مثلما فعل داروين برسم شجرة كبيرة متفرّعة،
فيمثّل جذع شجرة الحياة كما تخيّلها داروين الكائن المتعضي البدائي الأوّل، في حين
تمثّل الفروع والأغصان الأشكال الحديثة التي تطوّرت عنه[1]. أما الفكرة الثانية فهي
الاصطفاء الطبيعي، وهي عملية تعمل على التباينات العشوائية في الصفات أو الخصائص
المرتبطة بالكائن الحي وذريته، وقد قام داروين بصياغة هذه الفكرة محاكاة للعملية
المشهورة بالاصطفاء الصناعي، أو التهجين، فقد كان تهجين الحيوانات المدجّنة كالكلاب
والأحصنة متداولًا في القرن التاسع عشر. واستطاع الإنسان تعديل خصائص مجموعة من
الحيوانات عبر السماح لحيوانات ذات سمات معينة دون غيرها بالتكاثر، ومن هنا تصوّر
داروين أن الطبيعة تستطيع لعب دور المصطفي أو المربي؛ فالتغيّرات المناخية والعوامل
البيئية الأخرى قادرة على إحداث تغيير في صفات وخصائص الكائن نوعيًا. ومن هنا
تُستبعد فكرة الخلق، حيث أن الأنواع لم تُخلق، بل هي من نتاج الآلية الطبيعية:
الاصطفاء الطبيعي.
انطلق داروين من حقيقة وجود تباينات صغيرة في الخصائص يمكن ملاحظتها خلال عمليات
التهجين أو بعض التأثيرات الطبيعية على شكل بعض الكائنات: إلى دعوى شاملة، وهي أن
هذه التأثيرات بمرور ملايين السنين ستتحوّل تدريجيًا إلى تباينات كبيرة. وعلى هذا
فلا بدّ أن هناك أشكالًا انتقالية يُبحث عنها تاريخيًا في الحفريات[2]. لكن، قبل
الخوض في تصديق أو تكذيب الداروينية ينبغي أولًا أن ننبّه إلى كونها نظرية تاريخية
في معظمها، حيث: "تركّز النظرية التطورية على أحداث منفردة في الماضي. إن الأحافير
على وجه الخصوص - وهي الموضوع الذي يعتمد عليه التنظير التطوري - تمثّل أحداثًا
تاريخيَّةً منفردةً وغيرَ متكررةٍ بخلاف حالة حركة الكواكب. وبغضِّ النّظر عن كيفية
نشوء الحياة - سواء بالتصميم الذكي أو النشوء العشوائي- وبغضّ النظر عن كيفية نشوء
الزرافة أو خنزير الأرض - سواء بالتصميم الذكي أو بالانتخاب الطبيعي- فإنَّ هذه
الأحداثَ لا تتكرّر. فالماضي قد مضى. وكما يقول عالم الوراثة ثيودوسيوس دوبجانسكي:
"الأحداثُ التطوريةُ أحداثٌ وحيدةٌ منفردةٌ غيرً متكررةٍ وغير معكوسة. فمن المستحيل
تحويل فقاري أرضي إلى سمكة كما أنه من المستحيل الإتيان بالتحول المعاكس"[3].
باختصار هناك تكافؤ بين نظرية التطوّر والتصميم من حيث التاريخ، وليس كما يوهم
أنصار التطوّر بأن نظريتهم تجريبية أما التصميم فتأملية أو فلسفية أو دينية. والحق
أن التطوّر نظرية تاريخية ينطبق عليها ما ينطبق على الفرضيات الموجودة في العلوم
الإنسانية، ويوضّح هذه النقطة عميد التطوريين الأمريكيين - حتى وفاته 2005م -
بجامعة هارفارد إرنست ماير، في كتابه الأخير (ما الذي يجعل علم الأحياء مميّزًا؟)
فيقول: "لا غِنًى عن معرفة التاريخ لتفسير كل جوانب العالم الحيّ الذي يتضمّن البعد
التاريخي، ويقدّم علمُ الأحياء التطوّري طرائقَهُ الخاصةَ للحصول على إجابات
وتفسيرات -وخصوصًا في الحالات التي يتعذّر فيها إجراء التجارب -، إنها الروايات
التاريخية أو السيناريوهات المؤقّتة"[4]. ومن الصعب الاقتناع بأنَّ الروايات
التاريخية أو السيناريوهات المؤقّتة أو الفرضيات المعقولة هي المادةُ الخام لعلم
حقيقي دقيق. ومع ذلك يتعامل الداروينيون مع السجل الأحفوري كورقة رابحة دومًا. فهم
يتركون السؤال حول كيفية حدوث التطوّر جانبًا ويدافعون دوما عن فكرة أنَّ السّجلَّ
الأحفوريَّ يثبت حدوث التطور، وبالتالي فإنهم يدَّعون أنَّ الأحافيرَ تثبتْ أنَّ
تاريخَ الحياة على الأرض هو شجرةٌ متفرّعةٌ تدريجيًّا، تتفرّع فيها الكائنات الحيّة
عبر عدد لا يحصى من الأجيال التي تتحسّن تدريجيًا مع الزمن. أي أنّ السجل الأحفوري
يثبت بشكل ساحق حدوث التغيرات التطوّرية الكبيرة، فهل هذا صحيح؟
الانفجار الكامبري ونظرية داروين
قال الدكتور جونثان ويلز – حامل شهادة الدكتوراه في علم الأحياء الخلوي -: "إنْ
كانت نظرية داروين صحيحةً وكان السجلُ الأحفوريُّ كاملًا فيجب أنْ تُظهرَ الأحافيرُ
سلالاتٍ مستمرةً من المخلوقات تنتقل عبرها المجموعات الرئيسية بصورة دقيقة من شكل
إلى آخر بعدد هائل من الأشكال الانتقالية (تمامًا كقرص الألوان الذي تتدرّج فيه
الألوان بشكل دقيق وناعم من لون لآخر). إنَّ الاختلافات التي تفصّل بين المجموعات
الرئيسية في التصنيف (مثلًا، بين الطيور ونجم البحر) كبيرةٌ جدًّا ولا تستطيع
النظرية الداروينية تجاهل حقيقة الحاجة لعدد كبير من الأشكال الانتقالية، حتى أنَّ
داروين نفسه كتب في أصل الأنواع: "تلتقي كلُّ الأنواع الحيَّة التي تنتمي لجنس معين
- وفق نظرية الانتخاب الطبيعي- عند نوع واحد، هو سلف لكل أنواع هذا الجنس. امتلك
هذا النوع السلفي تنوّعات ليست أكثر من التنوّعات التي نراها ضمن الأنواع الموجودة
حاليًا من هذا الجنس. انقرض هذا النوعُ حاليًا وتحوّل. يرتبط هذا النوع القديم مع
أنواع أخرى قديمة -تعتبر سلفًا لأجناس أخرى - بنوع سلف واحد. وهكذا حتى الوصول إلى
السلف المشترك لكل صنف (class) كبير، لذا لا بدّ أن يكون عدد الأنواع الوسيطة
الانتقالية بين كل الكائنات الحيّة أو المنقرضة عددًا هائلًا جدًّا. لا بُدَّ أن
تكون كل هذه الكائنات قد عاشت على الأرض إن كانت هذه النظرية صحيحة"[5][6].
قال الدكتور جونثان ويلز – حامل شهادة الدكتوراه في علم الأحياء الخلوي -: "عندما
كتب داروين كتابه أصل الأنواع كانت أقدم أحفورة معروفة من العصر الجيولوجي الكامبري
(سمي بذلك نسبة إلى صخور في كامبريا ويلز)، لكن أحفورات العصر الكامبري لا تلائم
نظرية داروين، وبدلًا من البدء بنوع أو عدة أنواع انفصلت بشكل تدريجي عبر ملايين
السنين إلى عوائل ثم إلى رتب ثم إلى صفوف ثم إلى شعب؛ كانت البداية في العصر
الكامبري بظهور مفاجئ كالانفجار لعدة رتب وصفوف من حيوانات متمايزة بشكل كامل،
وبعبارة أخرى: المرحلة العليا من الهرم الحيوي تظهر وكأنها في قاعدته. وكان داروين
على علم بهذا، واعتبر ذلك عقبة رئيسية أمام نظريته؛ فكتب في أصل الأنواع: "إن كانت
النظرية صحيحة فمما لا شكّ فيه أنه قبل طبقة العصر الكامبري السفلى توجد عدة طبقات
مترسّبة تشير إلى زمن احتشدت فيه الكائنات الحية" واعترف بأن: "عدة تقسيمات رئيسية
للمملكة الحيوانية ظهرت فجأة في أسفل الصخور الحاوية على الأحافير" وسماها داروين
بـ "المشكلة الرئيسية التي تعترض النظرية"، ورآها: "عصية على التفسير في وقتنا هذا،
وقد تفتح جدلا مُحقا ضد الأفكار التي عرضناها هنا"[7].
وقال مايكل دنتون – حامل شهادة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية -: "في زمن داروين لم
يكن يوجد أي أحافير لما قبل 600 مليون سنة. لكن منذ ذلك الحين اكتشفت العديدُ من
الأحافير وحيدة الخلية والجرثومية في صخور يعود تاريخها لبضعة مليارات من السنين
السابقة للعصر الكامبري، وتم التعرفُ أيضا على عدة أنماط جديدة من الكائنات التي لم
تكن معروفة منذ مائة سنة في (Ediacara وBurgess Shale) الصخور الكامبرية وما قبل
الكامبرية. لكن لم يسلّط أيٌّ من هذه الاكتشافات الضوء على أصل أو علاقات شعب
الحيوانات الأساسية. تثبت المجموعات المجهولة المكتشفة حديثا، سواء كانت حية أو
متحجرة، بشكل مطّرد أنها مميزة ومنفصلة ولا يمكن أنْ تُفسرَ بكونها روابط انتقالية
بالطريقة التي تتطلبها النظرية التطورية"[8].
أما الآن فقد أصبح فهمنا للعصر الكامبري أفضل بكثير من عصر داروين بعد الاكتشاف
المستمرّ للعديد من أماكن تجمّع الأحافير الأقدم من العصر الكامبري، وما حدث هو أن
المشكلة قد تفاقمت، والعديد من علماء الأحافير الآن مقتنعون بأن مجموعات الحيوانات
الرئيسية ظهرت حقًا بشكل مفاجئ في بداية العصر الكامبري[9].
"لقد وجد علماء الأحافير العديد من الأحافير، لكنهم لم يجدوا العدد الهائل من
الكائنات الوسيطة التي كانت موجودة يومًا ما كما تفترض نظرية داروين. وبدلًا من ملء
الفجوات التي تنتشر في السجل الأحفوري، فإنَّ الاكتشافات الحفرية الجديدة أوجدت
أيضًا فجوات جديدة. ومن المسلّم به أنّه وجدت بعضَ الأنماط الغريبة في الأحافير
التي كشفت سمات مشتركة بين كائنات حيّة مختلفة جدًّا، وبالتالي فشلت في الانسجام مع
المجموعات التصنيفية الموجودة حاليًا. لدينا مثالان مشهوران على هذه الحالة:
الأركيوبتركس - طائر قديم بسمات حيوان زاحف -، والبلاتيبوس ذو المنقارِ الشبيه
بالبط والفرْوِ الشبيه بالثدييات. ومع ذلك تميل هذه الكائنات الفريدة للانتماء إلى
إحدى المجموعات التصنيفية؛ فهي لا تملك سمات مشتركة بنسب متساوية بين مجموعتين
تصنيفيتين أو أكثر. خُذ الأركيوبتركس كمثال، يبدو الريش في هذا الحيوان مطابقًا
للطيور الحالية وله بنية انسيابية حقيقية ملائمة للطيران. يملك الأركيوبتركس مجموعة
من الخصائص التكيّفية الشبيهة بتكيّف الطيور اليوم بالإضافة لخصائص متعدّدة من
الزواحف، بما في ذلك الذيل العظمي ووجود الأسنان في المنقار والمخالب في الأجنحة.
وتبدو حالة البلاتيبوس كحالة الأركيوبتركس، يضع البلاتيبوس البيوض وله منقارٌ شبيهٌ
بالبطّ، لكنّه يشبه الثدييات في امتلاكه للفراء وإرضاعه للصغار. ويدرج علماء
التصنيف البلاتيبوس ضمن الثدييات، ولم يعتبره أحد شكلًا انتقاليًا بين الثدييات
والطيور. وتشبه معظم الروابط المفقودة المفترضة هذه الحيوانات، وهي تصنف في إحدى
المجموعات التصنيفية الحيّة ولا تدرج بكونها ضمن مجموعة تصنيفية مختلطة[10]. وبشكل
عام:
"كلما ازدادَ عددُ الأحافير المكتشفة من قبل علماء الأحافير ازداد وضوح تعارض
الأحافير المكتشفة مع ما تفترضه نظرية داروين. إنَّ نمطَ الأحافير المكتشفة ليس
نمطًا متشعّبا بشكل تدريجي، بل إنَّه يشكّل عناقيد مجتمعة تفصل بينها فراغات. قد لا
يكون ذلك مفاجئًا كونه نفس النمط الذي نجده بين الكائنات الحية اليوم. فمثلًا توجد
العديدُ من سلالات الأحصنة لكنها منعزلةٌ بشكل واضح عن الماشية، وبالمثل يوجد
العديد من تنوّعات الذرة، لكن لن يصعبَ على أحد التفريق بينها وبين القمح، وتتجمع
التنوّعات حول نمط مورفولوجي - من اليونانية وتعني الشكل أو البنية - أساسي، بدلًا
من اندماجها فيما بينها على نحو سلس[11].
وقال البروفسور الأمريكي فيليب جونسون: "تتنبأ النظرية الداروينية "بمخروط من
التنوّع المتزايد" عند تشكّل أوّل كائن حي، أو أوّل نوع حيواني، تنوَّع بالتدريج
وباستمرار ليكوِّن المستويات العليا من الترتيب التصنيفي. ولكن سجّل الحفريات
الحيواني أقرب إلى المخروط المقلوب رأسًا على عقب، مع وجود الشعب في البداية
وتناقصها بعد ذلك"[12].
وذكر نيلز إلدرج - المختص بعلم الأحافير التطوري وحامل شهادة الدكتوراه في
الجيولوجيا - في محاضرة له أن إدراك "غياب التغيّرات" بحد ذاته "نمط مثير
للاهتمام"، أو كما وصفه "إن الثبات شيء من البيانات"، والمقصود بمصطلح الثبات
(Stasis) النمط الذي تبديه معظم الأنواع خلال فترات ظهورها التاريخية الجيولوجية من
عدم التغيّر بشكل ملموس، أو التأرجح الشكلي الظاهري البسيط، الذي يغيب عنه التوجيه
الواضح، وأردف إلدرج قائلًا: "كان ينظر تقلديا لعجز علماء الأحافير عن العثور عما
أخبرهم بضرورة وجود علماء البيولوجيا التطورية على أنه نتيجة مزيفة لفقد أجزاء من
السجل الأحفوري، فجاء مفهوم الثبات محرجا للغاية"[13]. ولتسهيل ما سبق سنعرض السمات
الأساسية للسجل الأحفوري:
الانفجار الكامبري: ظهرت الكثير من أشكال الحياة الحيوانية في السجلات الصخرية مع
بداية العصر الكامبري، حيث نشأت معظم شعب الحيوانات المعروفة (أكثر من 95%) في هذه
الفترة الصغيرة من عمر الأرض (استمرت نحو 5 إلى10 مليون سنة فقط وفق التقديرات
الحالية). توقّف بعدها ظهور المجموعات التابعة للشُّعبِ الحيوانية - مع بعض
الاستثناءات - خلال السجل الأحفوري. وتؤلّف الشعب المجموعات الرئيسية لأشكال الحياة
الحيوانية. ويمكن تمييز الشعب الحيوانية بالاختلافات الشكلية الكبيرة، وبالمخطّط
الجسدي العام. ويجب على كل نظرية تحاول تفسير ظهور المجموعات التصنيفية الرئيسية
داخل المملكة الحيوانية أنْ تفسر كيفية ظهور كل تلك الاختلافات في المخطط الجسدي
العام على نحو مفاجئ.
فترة الركود: بمجرد أنْ ظهرتْ الحياةُ بشكلها الأوّل في السجل الأحفوري ظلت على
حالها دون تغير لفترة طويلة (عدة طبقات صخرية). بل قد تبقى بعض الأشكال على حالها
حتى يومنا هذا دون أي تغيّر ظاهري لعشرات أو مئات الملايين من السنين، أو أنها تبقى
ثابتة غير متغيّرة إلى أن تنقرض فيما بعد. تدعى خاصية بقاء الكائنات الحية ثابتة في
السجل الأحفوري مع مرور الزمن دون تغيّر يُذكر بـ (الركود)، ولذلك تُظهر الأحافيرُ
بشكلٍ ساحقٍ تنوعاتٍ ثانويةً ضمن النوع الواحد بدلا من إظهار نوع واحد يتحول
تدريجيا من شكل إلى آخر. وبهذا الحال يتّفق السجل الأحفوري مع ما يعلمه مربو
الحيوانات والنباتات منذ زمن، وهو أنَّ انتقاء سلالات معينة قد ينتج تنوعات مثيرة
وغير اعتيادية من الورود أو الكلاب، لكن أيًّا منهما لا يتغير عن كونه وردة أو
كلبًا.
الفجوات: على الرغم من ظهور الأحافير في تراتب زمني معين - سمك ثم زواحف ثم ثدييات
- إلَّا أنَّ السجلَّ الأحفوريَّ لا يدعم الادّعاءات الداروينية بأن المجموعات
التصنيفية الرئيسية مرتبطة ببعضها بأصل مشترك. لا يوجد مثلًا سلاسل متدرجة من
الأحافير تملأ الفراغ بين الأسماك والبرمائيات أو بين الزواحف والطيور، بل تظهر
الأحافير كاملة النمو والتمايز والوظيفة من أوّل ظهور لها في السجل الأحفوري. وتظهر
أحافير الأسماك الأولى كل الصفات المعروفة للأسماك اليوم. وكذلك تُظهرُ الزواحفُ في
السجل الأحفوري كلَّ صفات الزواحف الحية اليوم. هذا النمط ظاهر عبر السجل الأحفوري
ككل. هناك ندرة شديدة في الأدلة على وجودِ السلاسلِ المتدرِّجَةِ من الأحافير
الواقعةِ بين المجموعات التصنيفيَّةِ الكُبْرى، بدلًا من ذلك هناك فجوات عديدة عبر
السجل الأحفوري[14].
إن الانفجار الكامبري يشكّل التحدّي الأكبر لنظرية التطور المعاصرة، وإننا لنجد نفس
الافتقار للأحافير الانتقالية المميزة للانفجار الكامبري عبر كل السجل الأحفوري.
حتى أننا لو جمعنا كل البيانات الأحفورية من كل العالم، ومن كل الطبقات الصخرية
(بغضّ النظر عن تاريخها المفترض) فلن نقدر على تشكيل سلسلة متدفّقة واضحة من
المراحل الانتقالية. ومع اكتشاف المزيد من الأحافير ازدادت أهمية دلالة هذه
الفجوات. يعلّق David Raup - عالم الأحافير من جامعة شيكاغو - على هذه المشكلة
قائلًا:
"لقد توسّع فهمنا للسجل الأحفوري بشكل كبير منذ نشر داروين لكتابه (أصل الأنواع)
إلَّا أنَّنا لا نَمْلك حتى الآن سوى أمثلة قليلة من الأشكال الانتقالية بل أقلَّ
مما كان معروفًا أيام داروين. أعني بذلك أننا اضطررنا لنفي بعض الحالات التقليدية
المشهورة للتغيّرات الداروينية في السجل الأحفوري، كتطوّر الحصان في أمريكا
الشمالية بعد ظهور المزيد من المعلومات المفصّلة حول ذلك"[15].
وبالمثل قال ستيفن جاي جولد – عالم إحاثة ومتّبع لنظرية التطوّر -: "الندرة الشديدة
في الأشكال الانتقالية ضمن السجل الأحفوري مستمرّة وكأنها ملازمة لعلم الأحافير.
إنَّ الأشجار التطوّرية التي تزيّن مناهج علم الأحياء مبنية على بيانات حقيقية تدلّ
على نهاياتها وعقد التفرّع فيها، أما بقية الشجرة فهي من استنتاجنا النظري غير
المدعوم بالدليل الأحفوري"[16].
ويتابع غولد ليُعرّف سمتين تاريخيتين لمعظم الأنواع المتحجرة:
الثبات: لا تُظهر معظم الأنواع أي تغيّرات موجهة خلال وجودها على الأرض، بل تظهر في
السجل الأحفوري بشكل مشابه تماما لشكلها حين تختفي منه. إنَّ التغيُّرات الشكلية
محدودةٌ عادة وغير موجهة.
الظهور المفاجئ: لا يظهر النوع بشكل متدرج بتحول مستمر لسلفه التطوّري ضمن منطقة
محلية، بل يظهر كله دفعة واحدة وبشكله الكامل"[17].
ويصف عالم الأحافير الشهير (Steven Stanley) بجامعة جون هوبكنز هذا النقص في الدليل
الأحفوري على تطوّر الأشكال الانتقالية في مستوى الجنس (تصنيفيا) قائلًا: "رغم
الدراسة التفصيلية لثدييات العصر البليستوسيني في أوروبا لا يوجد أي مثال صالح
ليكون سلفًا انتقاليًا تطوّريًا من جنس لآخر[18].
مشكلة الاستدلال بالسجل الأحفوري:
يقول كيسي لسكين – عالم الأرض الأمريكي -: "إن التوغّل في تفاصيل المنشورات العلمية
حول الموضوع يكشف لنا قصة مختلفة تمامًا عما يصفه وينزتون زغيره من التطوّريين في
المناقشات العامة، سيوضّح هذا الفصل أن الدلائل الأحفورية مجزأة ويصعب فكّ رموزها
ومحطّ نزاعات ساخنة.. فإن السجل الأحفوري يكشف انقطاعًا جوهريًا بين حفريات أشباه
القردة وأشباه البشر، تظهر حفريات أشباه البشر في السجل الأحفوري فجأة ودون أسلاف
تطورية واضحة!، مما يجعل فرضية تطوّر الإنسان اعتمادًا على السجل الأحفوري أمرًا
مشكوكًا فيه"[19]. فما موجبات هذا الشك؟
1- عينات الأحافير نفسها، فأحافير البشريين بالكاد تكون شظايا عظيمة متفرّقة مما
يجعل من الصعب استخلاص استنتاجات حاسمة بشأن سلوك وشكل وعلاقات العديد من أصحاب هذه
العينات، وكما قال ستيفن جاي جولد - عالم الأحافير التطوّري- : "إن معظم أحافير
البشريين ليست سوى أجزاء من أفكاك وبقايا جماجم، رغم أنها تستخدم كأساس لحكايات
وتكهنات كثيرة لا تكاد تنتهي"[20].
2- يوجد القليل من أحافير البشريين المتباعدة، ومن غير المعقول ألا نجد سوى عدد
قليل من الأحافير التي تم رصدها والتي تعود لتلك الفترة الطويلة التي يفترض حدوث
تطوّر البشر فيها؛ قال دونالد جوهانسون - عالم الأحافير البشرية الذي اكتشف "لوسي"
عام 1996م -: "إن نصف المدة الزمنية التي سبقت ظهور البشر- تقدر بثلاثة ملايين سنة
- تظلّ غير موثّقة بأي أحفورة بشرية، في حين تمّ العثور على عدد قليل من الأحافير
غير المصنفة التي تعود لفترة الملايين الأربعة الأخيرة (فترة تطور عائلة الأناسي
منذ مطلعها)، لذلك فبيانات السجل الأحفوري مجزأة ومتشظية"[21]. وقال ريتشارد ليونتن
– عالم اليحوان في جامعة هارفارد-: "لا يمكن اعتبار أية أحفورة مكتشفة من أحافير
عائلة الأناسي سلفًا مباشرًا للبشر"[22].
3- إعادة بناء سلوك وذكاء الكائنات المنقرضة وشكلها الداخلي، فقد لاحظ مثلًا عالم
الرئيسيات فرانس دي وال أن الهيكل العظمي للشمبانزي يطابق تقريبًا هيكل البونوبو
(قرد قريب من الشمبانزي) إلا أن الاختلاف السلوكي بينهما كبير، يقول: "في ظل وجود
عدد قليل فقط من العظام والجماجم لم يجرؤ أحد على تقديم أي اقتراح يعبر فيه عن
الاختلاف الكبير في السلوك بين الشمبانزي والبونوبو"[23]، ويحتجّ دي وال بأن هذا
يعطي إنذارًا قويًا لعلماء الأحافير الذين يبنون تفاصيل سلوكية وحياتية لكائنات
منقرضة منذ زمن بعيد بناء على أجزاء من أحافير وجدت لها.
4- قراءة الجسد البشري المنقرض عرضة للتحيز الشديد، فمن الممكن إخفاء القدرات
الذهنية الذكية للبشر وتضخيم الحالة البهيمية، يصوّر أحد المناهج المدرسية عالية
الشهرة (إنسان نياندرتال) ككائن بدائي الذكاء، حتى لو كان من آثاره الرسومات
المختلفة واللغة والثقافة، ويصور الإنسان المنتصب بدور الأخرق المنحني رغم أن تحت
القحف عنده شبيه جدا بما عند الإنسان المعاصر، وفي المقابل يصور نفس الكتاب القردة
الأفريقية بمنحها لمحات من الذكاء البشري والمشاعر في عيونها، وهذه استراتيجية
متّبعة في الكتب المصوّرة التي تتكلّم حول أصل الإنسان. ويعبّر عن ذلك جوناثان
ماركس - عالم الأحاثي - بأنه "أنسنة" القرود أو "قردنة" البشر، ونقطة التحيز هذه
تحدث فيها كثير من التطورين، فمثلا حضّ عالم الأحياء Harold Bold، على سبيل المثال،
العلماء المشتغلين بتفسير السجل الأحفوري على "التمييز بين الدليل والتخمين". ثم
أردف قائلا: "لا يوجد الآن أيُّ شكل حي أو أحفوري يربط بين أي مستويين تصنيفيين في
المملكة النباتية بشكل قاطع"[24].
5- مشكلة التمويل: لا يبعد المرء إذا قال أن النزاع في حقل علم الأحافير شخصي
للغاية، ويعترف دونالد جوهانسون وويليام إدجر بأن الطموح والبحث الطويل عن الشهرة
والتمويل يجعل من الصعب على عالم الأحافير أن يعترف بخطئه عندما يرتكبه، ويقولان:
"إن ظهور الأدلة المتناقضة يلتقي أحيانا مع تكرار ثابت لنفس وجهات النظر حول
أصولنا، نحتاج للكثير من الوقت للتخلص من النظريات البالية واستيعاب المعلومات
الجديدة، وفي غضون ذلك توضع المصداقية العلمية والتمويل للمزيد من الأعمال العلمية
حول الموضوع على المحك"[25].
[1] شك داروين، لستيفن ماير، ترجمة مركز براهين، ص29
[2] الحفريات هي بقايا حيوانات أو نباتات كانت موجودة في عصور جيولوجية سحيقة، تصل
إلى ملايين السنين ثم ماتت وحفظت في الصخور الرسوبية، ونجد بقايا هذه الكائنات
غالبا محفورة في الصخور.
للمزيد انظر كتاب: Fossils: A Very Short Introduction By Keith S. Thomson
[3] On Methods of Evolutionary Biology and Anthropology, American Scientist 46
(December 1957): 388
[4] What makes Biology Unique? Considerations on the Autonomy of a Scientific
Discipline: 24 - 25
[5] On the Origin of Species (281 – 282)
[6] تصميم الحياة ( 127 – 128).
[7] أيقونات التطور، لجوناثان ويلز، ترجمة مركز براهين، ص56
[8] Evolution: A Theory in Crisis (187)
[9] انظر: أيقونات التطور، لجوناثان ويلز، ترجمة مركز براهين، ص 57
[10] تصميم الحياة (129 – 130).
[11] المصدر السابق (130).
[12] Phillip E. Johnson, “Darwinism’s Rules of Reasoning,” in Darwinism: Science
or Philosophy by Buell Hearn, Foundation for Thought and Ethics, 1994, p. 12
[13] شك داروين ص234-235
[14] تصميم الحياة (131 – 132).
[15] Conflicts between Darwin and Paleontology, Field Museum of Natural History
Bulletin (30)1 (1979): 25
[16] Evolution's Erratic Pace, Natural History 86(5) (May 1977): 12 - 16
[17] المرجع السابق.
[18] Macroevolution: Pattern and Process: 82
[19] العلم وأصل الإنسان، ص80
[20] المرجع السابق ص 81
[21] المرجع السابق.
[22] المرجع السابق.
[23] المرجع السابق (82).
[24] Morphology of Plants (515)
[25] العلم وأصل الإنسان (85).
ومن ذلك تحدي الله لجميعِ الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وإخبارُه أنهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يأتوا بمثله، والتحدي قائمٌ في كل وقت (
سؤال: "إذا كان الله خلق كلّ شيء، فمن خلق الله؟" شبهة قديمة ومنتشرة. وتتخّذ هذه الشبهة صورًا مختلفة وتجدّد بطرق متنوّعة، وإن كان أصلها واحد في نهاي
ومن براهينِ رُبوبيته ووحدانيته: إجابتُه للدعواتِ في كلِّ الأوقات، فلا يحصي الخلقُ ما يعطيه السائلين، وما يجيبُ به أدعيةَ الداعين، من بَرٍّ وفاجر
وهذه النمل من أهدى الحيوانات، وهدايتها من أعجب شيء، فإن النملة الصغيرة تخرج من بيتها، وتطلب قوتها، وإن بعدت عليها الطريق، فإذا ظفرت به، حملته وساق
ومن أعظم براهين وحدانيته: ما أنزله الله على أنبيائه عموماً؛ من الكتب والشرائع، وما أنزله على محمد صلّى الله عليه وسلّم خصوصاً؛ من الكتاب العظيم
تفكَّر رحمك الله في نفسك، وانظر في مبدأ خلقك؛ من نطفة إلى علقة إلى مُضغة، حتى صرتَ بشراً كامل الخَلْق، مكتمل الأعضاء الظاهرة والباطنة؛ أما يضطرك
اسم الكتاب: البراهين العقلية على وحدانية الربّ ووجوه كماله. اسم المؤلّف: العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (رحمه الله).
ما مصدر صفاتنا البدنية كالطول ولون الشعر؟ يقول علماء البيولوجيا إن مصدر هذه الخصائص هو التعبيرات المظهرية (المادية) للمورثة: أي الشفرة الوراثية.
يحسّن التلفاز الحياة المعيشة في مستوياتها الأكثر بدائية في أعين مشاهديه. كما تقول الحكمة [المزعومة]: "ستعيش لمرة واحدة فقط، لذلك احصل على كل ما
ومن براهين وحدانية الله تعالى وكرمه : ما يكرم الله به الواصلين لأرحامهم، المحسنين إلى المضطرين والمحتاجين، وخَلَفُه العاجل لهم نفقاتِهم، وتعويضُ
وأمر النحل في هدايتها من أعجب العجب، وذلك أن لها أميرًا ومدبّرًا وهو اليعسوب، وهو أكبر جسمًا من جميع النحل وأحسن لونًا وشكلًا، وإناث النحل تلد في
تأمّل العبرة في موضع هذا العالم، وتأليف أجزائه، ونظمها على أحسن نظام وأدلّه على كمال قدرة خالقه، وكمال علمه وكمال حكمته وكمال لطفه. فإنّك إ
قال البروفسور وليام لاين كرايغ (William Lane Craig) عن هذه القاعدة: ((اعرف أن الشكّ لا يكون مشكلة عقلانية فحسب، بل هناك بُعد روحاني للمشكلة وهو
أُغرقت وسائل الإعلام بإعلانات لجميع أنواع منتجات التجميل وبأشخاصٍ جميلين ذكورًا وإناثًا. إن آلهة الملحد (بالذات إله الاهتمام الذاتي، وآلهة حبّ ا
اسم الكتاب: الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد. اسم المؤلّف: الدكتور سعود بن عبد العزيز العريفي. نوع الكتاب: رسالة عل
ومن آياته سبحانه تعالى: الليل والنهار وهما من أعجب آياته وبدائع مصنوعاته، ولهذا يعيد ذكرهما في القرآن ويبديه؛ كقوله تعالى: {وَمِن آياتِهِ الليلُ
ومن براهين وجود الله ووحدانيته: ما يجريه الله على أيدي أنبيائه من خوارق الآيات والمعجزات والبراهين القاطعات، وما يكرمهم به في الدنيا وينصرهم، وي
بقلم رضا زيدان. الأصل الأول (لله ملك السماوات والارض): أن الله هو المتفرّد بالملك والتصرّف، وأن هذا التصرّف دائر بين العدل والفضل والحكمة والمص
والنظر في هذه الآيات وأمثالها نوعان: [الأوّل]: نظر إليها بالبصر الظاهر؛ فيرى - مثلًا - زرقة السماء ونجومها وعلوها وسعتها؛ وهذا نظر يشارك الإنس
انظر أحوال المضطرين الواقعين في المهالك، والمشرفين على الأخطار، والبائسين من فقرهـم المدقـع، أو مرضِهم الموجع؛ وكيف تضطرهم الضروراتُ وتلجئهم ال
لتحقيق أهداف هذا الكتاب من المفترض أن نظامنا التفكيري أو منطقنا صحيحًا كما ذكرنا أعلاه، لو لم نفترض صحة المنطق لن نستطيع المضي أبعد من ذلك، فليس
ومن أعظم البراهين ـ الجامعةِ بين كونها نقليةً وعقليةً حسيةً ـ: إخبارُ الله في كتابِه، وفي سنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم عن أمورٍ من الغيب كثيرة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((جمهور العقلاء مطمئنون إلى الإقرار بالله تعالى، وهم مفطورون على ذلك. ولهذا إذا ذُكر لأحدهم اسمه تعالى، وجد ن
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإثْمِ
تأمّل خلق السماء، وارجع البصر فيها كرة بعد كرة، كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها وسعتها وقرارها، بحيث لا تصعد علوًا كالنار، ولا تهبط
{يمحق الله الربا} أي: يذهبه ويذهب بركته ذاتًا ووصفًا، فيكون سببًا لوقوع الآفات فيه ونزع البركة عنه، وإن أنفق منه لم يؤجر عليه بل يكون زادًا له إل
أدّى فقدان القيم المطلقة والارتياب في الحقائق المجرّدة والسامية عمومًا إلى ظهور أكبر عددٍ من المفكّرين القذرين الذين أنتجهم العالم من أي وقتِ مض
قام التوجّه إلى النفس - الذي عززته أداة الإلحاد التبشيرية المتمثّلة في وسائل الإعلام - بخلق الذات الفارغة. ومع عدم وجود إله لملء ذلك الفراغ، أصب
اسم الكتاب: السينما واللاوعي – عن الخطاب الشعبي للإلحاد اسم المؤلّف: أحمد حسن. نوع الكتاب: كتيّب صغير الحجم. دار النشر: طبع مركز بر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فإن الناس كلما قويت حاجتهم إلى معرفة الشيء يسرّ الله أسبابه كما يتيسر ما كانت حاجتهم إليه في أبدانهم أشدّ.
شاركت مرة بحصة تلسكوب مع مجموعة صغيرة من الأشخاص، وفيهم صبي عمره أربع سنوات، وكان مهتمًا بعلم الفلك بالأخصّ؛ فسألت هذا الفلكي الناشئ إن كان يؤمن ب
بقلم رضا زيدان. يخلّط كثير من الناس بين العلم التجريبي والمذهب الطبيعي (Naturalism)، مدّعين أن المذهب الطبيعي أمر لازم للعلم التجريبي، أو أنه لا يم
حتى لو فرضنا أن الإنسان يمكنه تقليل افتراضاته الغيبية المسبقة عندما ينظر للأدلة، فيجب أن يكون هناك افتراضًا آخر قبل فحص نظرية ظهور الحياة من الع
يقول تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي: غير ممكن ولا متصوّر، أن يُفترى هذا القرآن على الله تعالى، لأنه ال
لم يشهد البشر أصل الحياة، ولا وجود لدليل فيزيائي جيولوجي على أصلها. وفي معرض حديثه عن أصل جزيئة افتراضية مضاعفة ذاتيًا وعن بنية تلك للجزيئة، قال آ
من أكبر الدليل على وجود الخالق سبحانه هذه النفس الناطقة المميّزة، المحرّكة للبدن على مقتضى إرادتها، والتي دبّرت مصالحها، وترقّت إلى معرفة الأفلاك،
ومن شهادته تعالى لنفسه بالوحدانية والتفرد بالعظمة والكمال: ما عجَّله لأنبيائه وأتباعهم من الآياتِ والمعجزاتِ، والنصر العظيم، والكرامات المتنوعة،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فمن المعلوم بالمشاهدة والعقل وجود موجودات، ومن المعلوم أيضًا أن منها ما هو حادث بعد أن لم يكن - كما نعلم نح
ثم انظر رحمك الله إلى سعة رحمة الله التي ملأت أقطارَ العالم، وشملتَ كلَّ مخلوق في كل أحواله وأوقاته. فبرحمته أوجد المخلوقات، وبرحمته أبقاها وح
إن السعادة، والسرور وطمأنينة القلب وراحة الصدر مما يكاد يبحث عنها جميع البشر، وإن تعدّدت سبلهم في ذلك. والشعور بطمأنينة القلب يتعلّق بروح الإنسان
سبق البيان أن الشبهات تنقسم إلى أقسام، منها الشبهات الواقعية المتعلّقة بأصل الاعتقاد. وهذه الشبهات في الغالب تكون مدّعمة بشيء من الأدلة – وإن ك
نُشر مؤخرًا مقال مثير جدًا للاهتمام في مجلة: العالم الجديد (New Scientist) احتفالًا بالذكرى المائتين لميلاد شارلز داروين(1). وقد تمّت مساءلة ستة
يطوّر التلفاز مجتمعًا سلبيًا تتزايد فيه وسائل الإعلام مع قليلٍ من التفكير النقدي. وبسبب حقيقة كون المشاهد متلقيًا سلبيّا لمضمون فاعل، فإن التلفاز يدرّ
1- تنصّ نظرية التطوّر كما افترضها تشارلز داروين في كتابه: أصل الأنواع عام 1859 م على أن الكائنات الحيّة جميعًا قد نشأت وارتقت أو تطوّرت من أصل واح
ومن آياته وعجائب مصنوعاته: البحار المكتنفة لأقطار الأرض، التي هي خُلجانٌ من البحر المحيط الأعظم بجميع الأرض، حتى إن المكشوف من الأرض والجبال وال
الشبهات العاطفية والإرادية تختلف عن الشبهات الواقعية، لأنها تحمل بُعدًا آخر غير الشبهة المذكورة بدليلها، وهو البُعد النفسي في الإنسان. فالشخص ا
بقلم رضا زيدان. لا نبالغ إذا قلنا إن مشكلة وجود شرّ في العالم هي أهمّ مشكلة نفسية وفلسفية يطرحها الإلحاد قديمًا وحديثًا، وهي الأكثر حضورًا في الم
وهذا الحمام من أعجب الحيوان هداية، حتى قال الشافعي: "أعقل الطير الحمام". وبرد الحمام هي التي تحمل الرسائل والكتب، ربما زادت قيمة الطير منها على ق
ومن براهين وحدانية الله : أن العقولَ والفطرَ مضطرةٌ إلى الاعتراف بباريها، وكمالِ قدرته ونفوذ مشيئته، وذلك أن الخلقَ محتاجون ومضطرون إلى جلب المن
من المعلوم أن الطبيعة كمفهوم – فهي ليس لها عقل ولا وعي ولا حرية تصرف أو اختيار، لأنها شيء مادي صرف يخضع لقوانين محددة وضعها الله تعالى في هذا الكو
ما الذي نحتاجه للتغلّب على احتمالات واحد إلى مليار؟ شهدنا في الفصل السابق إيمان دوكينز المبهم بالصدفة. نقرُّ بأنّ هذا الإيمان شوّه حكمه على أهم ال
نظرة على ما قبل ظهور كتاب أصل الأنواع لداروين 1859م لعلّها من إحدى دلائل وجود خالق حكيم مدبّر عليم وقادر لدى جميع البشر من جميع الأمم قديمًا وح
هذه القاعدة لها صلة بما قبلها؛ فإذا اعترف الإنسان بقصور عقله فإنه ينبغي أن يضعه في إطاره الصحيح، وبذلك ينجو من كثير من الشبهات؛ قال البروفسور ول
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((ودلائل النبوة من جنس دلائل الربوبية، فيها الظاهر البين لكل أحد؛كالحوادث المشهودة، مثل: خلق الحيوان والنبات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فالحاجة التي يقترن مع العلم بها ذوق الحاجة هي أعظم وقعًا في النفس من العلم الذي لا يقترن به ذوق. ولهذا كانت
سنسأل بعد وصولنا إلى هذه النقطة، ماذا يعني القول بأنّ وجود الرب أمر احتمالي؟ قدّم دوكينز هذا الجواب الهزيل فقط: "لا يستطيع المنطق وحده إقناع أحده
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُن
من المفترض ألا يقع أحد في هذه المغالطة، إلا أن ذلك يحدث دومًا؛ فيقع أحدنا في هذه المغالطة عندما يسيء فهم فكرة الطرف الذي يحاوره ومن ثم يتابع في دح
ومن البراهين على وحدانية الله وصدق رسوله وحقيقة ما جاء به: أن الشريعةَ كلَّها محكمةٌ في غاية الحسن والانتظام، متصادقة أخبارها، متفقة حقائقها، مت
استخدم المعلنون لسنوات كلمات ورموزًا في الإعلانات تؤثّر في العقل الباطن للمشاهد. فقد استخدمت العبارات الرنانة والصور الوامضة أو الرسائل السريعة
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض
يعتبر الدي أن أي عبارة عن حمض نووي يخزن المعلومات الجينية للخلية على شكل شريط، متضمنًا تسلسلًا من الأسس الآزوتية A ، G ، C ، T (اختصارات للأدنين
تشتمل المغالطات المنطقية أيضًا على الاستنباط من المعلومات القليلة، وعادة ما ينتج نتائج لا تستند على أدلة، يجب أن يكون المرء حريصًا في قيامه بتعم
ذكر جورج غالوب – الذي ينسب إليه استطلاعات الرأي المعروفة - في إحدى المرّات أنه يمكن إثبات وجود الله إحصائيًا، وذلك بقوله: "خذ مثلًا جسم الإنسان
آخر مغالطتين سنعرضهما في هذا الكتاب هما أكثر مغالطتين انتشار
أظهر عدد هائل من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن لدى الأطفال والبالغين المتابعين لأفلام العنف ميلًا لتطوير حسٍ عالٍ من العدوانية. ويتفاقم هذا ال
أظهر دوكينز خلطًا انتقائيًا واضحًا بين الممكن والمستحيل ليوافق ذلك غاياته، ويتجاوز في خلطه حتى حدود الخفة الذهنية التي خدعت العديد من قرائه (ونفتر
مغالطة النعوت المصادرة على المطلوب (The Fallacy of the Question-Begging Epithet) إحدى أشهر المغالطات المرتكبة من قبل أنصار التطوّر على الإنترنت، و
{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} لما بيّن تعالى م
مغالطة الاحتكام إلى المرجعية (Faulty Appeal to Authority) تعتبر بصورة عامة عكس مغالطة الشخصنة. فحين يرفض في مغالطة الشخصنة ادّعاء ما استنادًا إلى
كما هو الحال مع أيّ موضوع يتضمّن افتراضات ونظريات، فإنّ بعض الكتابات المتعلّقة بالبيولوجيا الجزيئية وجسيمات الفيزياء الفلكية فيها مغالطات منطقية
العالم الذي نعيش فيه مكان مذهل وعجيب حقًّا. فيه الفهد الذي يمكن أن يجري بسرعة 70 ميلًا في الساعة، والحشرات التي يمكن أن تنام 17 عامًا، وفقمات ال
اسم الكتاب: تأمّلات في البواعث النفسية للإلحاد. اسم المؤلّف: رشود عمر التميمي. نوع الكتاب: كتيّب صغير الحجم. دار النشر: مركز الفكر
اسم الكتاب: لا أعلم هويّتي – حوار بين متشكّك ومتيقّن - اسم المؤلّف: الدكتور حسّام الدين حامد. نوع الكتاب: هذا الكتاب مبني على حوار وقع بي
سنبدأ بكشف الإيمان الغريب المعادي للرب لدى ريتشارد دوكينز، حيث يقوم هذا الإيمان عنده مقام إلهه ووجهة إيمانه وأمله؛ بل نجرؤ على القول إنه "إن لم ي
رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب، فيكرر الدعاء، وتطول المدة، ولا يرى أثرًا للإجابة، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر،
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن نظر
عندما يكون جوهر الشخص أو طبيعته الفطرية ذات قيمة ضئيلة، لا يعدو المرء حينها مجرّد أداة للاستخدام. يشاهد الأمريكي العادي حوالي 15.000 صورة جنسي
في كلّ يوم جديد والعلم يزداد انبهارًا بالتعقيد الغائي والذي له هدف وخطّة عمل داخل خلية الكائن الحيّ! وذلك بالصورة التي لم يكن يتخيّلها داروين أبدً
ينبغي لمن يتعامل مع من وقع في شبهات أن يحدّد نوع الشبهة التي وقع فيها لكي يستطيع أن يردّها؛ قال البروفسور غاري هابيرماس (Gary Habermas): ((من ال
بعدما رأينا في الفصل السابق الاستحالة النظرية والاحتمالية لتكوين بروتين واحد أو خلية حية صدفة, ففي هذا الفصل سنتطرق إلى أحد أعمدة نظرية التطور في
ما قيل عن التلفاز يمكن أن يقال بدرجاتٍ متفاوتة عن الإنترنت، والأفلام، والعروض المسرحية، والروايات، أو كتب الرحلات الرذيلة، والصحافة عمومًا، والم
قد أخبر الله تعالى أنه رفع من شأن الإنسان وكرّم بني آدم إذ قال: (وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَملناهُم في البرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقنَاهُم مِنَ ال
بقلم رضا زيدان. بات العلم التجريبي المعتمد الأوّل في الفكر الحديث، فبعد أن تصاعدت الإسهامات التجريبية منذ عصر نيوتن في شتّى مجالات العلوم الطبيعية
من المحتمل أن معظم الناس قد سمعوا "بالبيولوجيا التطوّرية"، لكن مصطلح "التطوّر" عادة ما يستعمل بمعنى أوسع نسبة لمجالات أخرى من مجالات الدراسات العل
بقلم رضا زيدان. ما هو العقل الإنساني؟ وكيف يدرك العالَم؟ وهل للأفكار والمشاعر والرغبات الانسانية طبيعة مادية؟ هل لو علمنا آلية عمل المخّ يمكننا الو
قوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} أي: هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة، المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم،
تأمّل خلق السماء، وارجع البصر فيها كرّة بعد كرّة كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها وسعتها وقرارها، بحيث لا تصعَدُ علوًّا كالنار، ولا ت
إن السعادة، والسرور وطمأنينة القلب وراحة الصدر مما يكاد يبحث عنها جميع البشر، وإن تعدّدت سبلهم في ذلك. والشعور بطمأنينة القلب يتعلّق بروح الإنسان
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كل دليل على كل مدلول، ولكل قوم بل ولكلّ إنسان من الدلائل المعينة التي
وكذلك ذكَّروهم بأيامِ الله ووقائعه في الأمم الطاغية، وذكروهم أن هذه العقوبات ثمرةُ الكفرِ والتكذيب، وأنها نموذج من عقوبات الآخرة. وهي عقوباتٌ وم
التعاطف ضروري لمجتمع أخلاقي. ولكن سبّب التلفاز اختناقًا من هذا الإحساس. تقضي الأسر وقتًا أقلّ بالعمل واللعب معًا. لم يعد وقت العشاء كوقتٍ للتجمّ
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}. الأمانات
بقلم رضا زيدان. يؤكّد الملاحدة الجدد باستمرار وفي كل مناسبة على أن للأخلاق أهمية كبيرة، وأن هناك حقوق للإنسان وقيم عليا كالحرية يجب الحفاظ عليها.
اسم الكتاب: الإلحاد – وثوقية التوهّم وخواء العدم -. اسم المؤلّف: الدكتور حسام الدين حامد. نوع الكتاب: كتاب علمي وأدبي، متوسّط الحجم. دار النش
رأيت في العقل نوع منازعة للتطلّع إلى [معرفة] جميع حكم الحق - عز وجل - في حكمه! فربما لم يتبيّن له بعضها - مثل النقض بعد البناء - فيقف متحيّرًا! ور
ومن براهين وحدانيته وكماله وتوحده بالعظمة والكمال: أنه قد ثبت بالبراهين والآيات المتنوعة ـ التي لا يمكن إحصاؤها؛ لا إحصاء أنواعها، ولا أفرادها ـ
بقلم رضا زيدان. تناول القرآن قضية وجود الله كمسلّمة فطرية يتّفق عليها بنو آدم، ومع ذلك قدّم أدلة عقلية لإيقاظ الفطرة، منها: دليل السببية، حيث قال
وانظر إلى القمر وعجائب آياته؛ كيف يبديه الله كالخيط الدقيق، ثم يترايد نوره ويتكامل شيئًا فشيئًا كل ليلة حتى ينتهي إلى إبداره وكماله وتمامه، ثم ي
اسم الكتاب: كيف تحاور ملحدًا؟ - دليلك المنهجي لمهارات الحوار - اسم المؤلّف: أمين بن عبد الهادي خربوعي. نوع الكتاب: كتيّب صغي
ومن البراهين العقلية على وحدانية الله وصدق رسله: أن الرسلَ كلهم ـ وخصوصاً إمامهم خاتمُهم محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم ـ قد جاؤوا بالحق النافع،
ومن براهين وحدانية الله وصدق ما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم: الآثارُ الجليلة التي نشأت وترتبت على رسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم. فإنه بعث
اسم الكتاب: جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير توحيد الربوبية وردّ القوادح فيه. اسم المؤلّف: الدكتور عادل بن حجّي العامري نوع الك
تشبه مغالطة السؤال المعقّد (The Complex Question) مغالطة النعوت المصادرة على المطلوب، فهي الشكل الاستفهامي من مغالطة المصادرة على المطلوب - عندما
يوجد أحد أكثر أسرار إثارة بين الكائنات البحرية في بزاق البحر (Sea slug) المميّز. يعيش بزاق البحر على طول ساحل البحر في منطقة المد والجزر ...
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ ص
بقلم رضا زيدان. 1-ما هو الدين؟ عرّف الجوهري الدين بأنه: "العادة، والشأن، والدين أيضًا الجزاء والمكافأة يقال: دانه يدينه دينًا أي جازاه ... وا
يأمر تعالى بتدبّر كتابه، وهو التأمّل في معانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك؛ فإن تدبّر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وب
وذلك أن الشبهات أصلها الذنوب، والسيئات بريد الشكوك. وقد ذكر الدكتور إرفين لوتزير (Irwin Lutzer) أن الإنسان إذا عرف أن أصل الشبهات من الذنوب فإنه
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} لما ذكر تعالى ما أخذه الله
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} . أي:
تجسيد المجرّدات (Reification) هو أن تنسب صفة واقعية لشيء مجرّد، ولعل القارئ قد سمع المقولة القديمة، "ليس من اللائق أن تخدع أمّنا الطبيعة". هذا مث
لا شك أن كل من المؤمنين بالخلق الإلهي المباشر أو المؤمنين بالتطور: كلاهما متفق على وجود تنوع هائل وتكيّف تام بين مختلف الكائنات الحية وبين بيئاتها
وكذلك ذكَّرتهم الرسل بما هم عليه من النصحِ الكامل، والعلمِ الواسع، والصدقِ، وأن جميعَ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم: أعلم الخلق، وأصدق الخلق، وأ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((ولهذا لما كان وجوب الوجود: من خصائص رب العالمين والغنى عن الغير من خصائص رب العالمين: كان الاستقلال بالفعل
ترتكب مغالطة القسمة الثنائية الزائفة (Bifuraction) عندما يزعم أحدهم/إحداهن وجود إمكانيتين حصريتين فقط لا ثالث لهما - في حين يوجد فعليًا خيار ثالث.
تشتق كلمة ad hominem من اللغة اللاتينية وتعني "إلى الرجل". سمّيت المغالطة بهذا الاسم لأنها توجّه الحجة ضد الشخص صاحب الدعوى، بدلًا من مناقشة الدع
كان لزامًا علينا قبل التطرّق إلى استحالة تكوّن البروتين الواحد صدفة أو الخلية الواحدة عشوائيًا أن نفرد شرحًا مبسّطًا كما في الفصل الماضي، حيث عرفن
الموضوعية التامة في العلم التجريبي وهم، لأن الكثير جدًّا من تحليل الإنسان يعتمد على افتراضات ميتافيزيقية. ينبغي أن أعلم ويعلم القراء أيضًا أن ال
وإذا نظرت إلى الأرض كيف خُلقت، رأيتها من أعظم آيات فاطرها وبديعها، خلقها سبحانه فراشًا ومهادًا، وذلّلها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم وقواتهم ومعايش
ومن أعظم البراهينِ على وحدانيةِ الله ووجوبِ وجوده: ما دعت إليه الرسلُ ـ صلواتُ الله وسلامه عليهم ـ أُمَمهم، ونبَّهتهُم على البراهينِ العقلي
بقلم رضا زيدان. ما هو العقل الإنساني؟ وكيف يدرك العالَم؟ وهل للأفكار والمشاعر والرغبات الانسانية طبيعة مادية؟ هل لو علمنا آلية عمل المخّ يمكننا ا
المشكلة مع بعض من يقع في الشبهات أنه مصاب بداء الكبر والعجب بالنفس، فيقع فيما ذكره الله: (بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِطُوا بِعِلمِه وَلما يَأتِهم
ومن آياته سبحانه: خلق الحيوان على اختلاف صفاته وأجناسه وأشكاله ومنافعه وألوانه وعجائبه المودعة فيه؛ فمنه الماشي على بطنه، ومنه الماشي على رجليه،
يخبر تعالى خبرًا يتضمّن الأمر بتعظيم القرآن والاعتناء به وأنه: {تَنزيلُ} {مِنَ اللَّهِ} المألوه المعبود لما اتّصف به من صفات الكمال وانفرد به من ا
بقلم رضا زيدان. يشيع في الغرب بعد تغيّرات تاريخية كبرى أن هناك معارضة بين الإيمان والعلم؛ فالعلم يقوم على الدليل الموضوعي، أما الإيمان فيقوم على
عند الحوار عن أي موضوع، فإنه من المهم أن ينتبه جيدًا لمعنى الكلمات وكيفية استخدامها في المناظرة. فمعظم الألفاظ لها دلالات متعددة، لكنّ أحد هذه الم
اعلم رحمك الله أنك إذا نظرتَ إلى العالم العلوي والسفلي وما أودع فيه من المخلوقات المتنوعة الكثيرة جداً، والحوادث المتجددة في كل وقت، وتأملتَه تأ
يقول المثل الصيني الشهير: "لا تعطني سمكًا ولكن علمني كيف أصطاد "! والشاهد هو أن هذه السلسلة لم يكن المقصود بها أن تشمل كل جوانب نقد نظرية التطور
لدى عبادة الجسد نظيرتها في وسائل الإعلام، وهي عبادة الإساءة إلى الذات. إذا لم تتمكّن من أن تصبح جميلًا أولًا تستطيع رؤية نفسك جميلًا، عندئذٍ تحت
وبالجملة؛ فما من كوكب من الكواكب إلا وللربّ تبارك وتعالى في خلقه حِكَم كثيرة، ثم في مقداره، ثم في شكله ولونه، ثم في موضعه من السماء وقربه من وسط
أظهر عدد هائل من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن لدى الأطفال والبالغين المتابعين لأفلام العنف ميلًا لتطوير حسٍ عالٍ من العدوانية. ويتفاقم هذا ال