في كلّ يوم جديد والعلم يزداد انبهارًا بالتعقيد
الغائي والذي له هدف وخطّة عمل داخل خلية الكائن الحيّ! وذلك بالصورة التي لم يكن
يتخيّلها داروين أبدًّا ولا كل مُعاصريه في القرن التاسع عشر، حيث لم تكن تظهر
الخلية الحيّة تحت ميكروسكوباتهم إلا كلطخة عضوية صغيرة غير ظاهرة المعالم ولا يرون
ما بداخلها! ولولا ذلك ما كانوا تجرأوا عليها بعشرات الافتراضات والخيالات
والتوهمات التي لا نتعجّب كثيرًا مِن انتشارها في زمنهم ولكن ... نتعجّب أن يتأثّر
بنظرياتهم عن التطوّر أحدٌ اليوم، ومهما حاولوا تبريرها أو تجميلها أو تزيينها بألف
ألف لون!
وبعد أن رأينا في الفصل السابق الأفكار الخاطئة التي كانت سائدة في وقت داروين
وساعدته في إفراز نظريته لتنحية دور الخالق عز وجل: فالأجدر بنا في هذا الفصل أن
نأخذ جولةً سريعةً لنتعرّف فيها - بكلّ تبسيط - على بعض أوجه ذلك الإعجاز الرباني
داخل خلايا أجسامنا وكما قال تعالى: " وفي أنفسكم أفلا تبصرون "؟! [الذاريات 21].
فالله تعالى قد خلق الكائنات الحيّة كلّها على نسق واحد مِن الخلايا (حيوانية /
نباتية) وحتى يتسّنا للكلّ أن يعيش معًا في دورات حياتية وغذائية بلغت القمة في
التكامل على وجه الأرض ... إذ لا يستطيع الإنسان أن يأكل قطعة حديد مثلًا أو قطعة
نحاس! وإنما يستطيع أن يأكل كائنات حيّة وعضوية مثله كالنباتات والأسماك والثدييات
والطيور.
وبالنظر في أبسط مُكوّن لجسم الكائن الحيّ (سنأخذ الإنسان كمثال): نجد أنه (الخلية)
تلك التي يمكن لرأس الدبوس الصغير أن يسع 50 منها لصغر حجمها! ثم ينبهر العلماء بأن
الخليّة مِن داخلها هي أشبه بالمدينة الكبيرة البالغة النظام والتعقيد والدقة
والعمل الدؤوب الذي لا ينقطع! والذي لا ندري عنه شيئًا رغم وجود من 60 إلى 100
تريليون خلية حية متنوّعة في جسم الواحد مِنا (والتريليون هو مليون المليون! أو
واحد وأمامه 12 صفر)، حيث يختلف شكل أنواع الخلايا حسب وظيفتها المُشفرة والمُحددة
مُسبقا بداخلها منذ تخلقنا ونموّنا في بطون أمهاتنا كأجنة! مثل: الخلية العصبية،
والعظمية، والدموية، والجلدية، والعضلية إلخ.
وكلّ خليّة ترتبط بالخلايا مِن حولها بالعديد مِن التعاملات الكيميائية المعقدة -
أو الكهربية المعقّدة كما في الخلايا العصبية - وعن طريق أغشية الخلية الخارجية
العالية التمييز والاختيار للمواد الداخلة والخارجة منها، وهذا ينبئنا بالعالم
الكامل الذي تضجّ به الخلية مِن داخلها وخارجها وحركته التي لا تنقطع كما قلنا.
وأما أهمّ ما في كل خليّة حيّة ليضمن بقاءها واستمرارها أو تضاعفها لنسخ أخرى: فهو
(نواة الخلية) - ما عدا خلايا كرّات الدم الحمراء فهي بلا خليّة ليوفّر لها ذلك
سرعة حركتها في توصيل ذرات الأكسجين للجسم ولحمل أكبر عدد ممكن مِنها! فمَن أعلمها
بذلك؟! - ونواة الخليّة الحية هي التي تحتوي على المادة الوراثية (أو الحمض النووي)
الذي فيه كلّ معلومات الكائن الحيّ! يعني في هذا الحجم الصغير لنواة الخلية الحية
الواحدة (والتي كما قلنا أن الخمسين منها تساوي رأس دبوس صغير): توجد جميع معلومات
جسم الكائن الحيّ وكلّ صفاته وآليات عمله المعقّدة وتوجد جميع معلومات المكان
المُفترض أن تذهب إليه كل خليّة أو بروتين (القلب - الكلية - المخّ - الرئة - الكبد
- العظام إلخ) والتي ستؤدّي وظائفها فيه على أكمل وجه وكما هداها الله تعالى إلى
ذلك "الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى"!! [طه: 50]
المادة الوراثية - أو الحمض النووي - أو الصبغيات:
وهي عبارة عن أزواج من الكروماتيد (كلّ 2 كروماتيد = كروموسوم واحد) وهو على شكل
متقاطع مرتبط مِن المنتصف (X) وفي نقطة تسمى السنترومير، ويختلف طول وحجم
الكروموسومات في الخلية الواحدة - بل ويختلف عددها مِن كائن إلى آخر - وعلى ذلك
يوجد منها في جسم الإنسان 23 زوج - ويمكننا رؤية مجموعة كبيرة منهم كما نرى في
الصورة التالية تحت المجهر الألكتروني:
وفي حالة الكائنات الجنسية يكون الزوج الأخير منهم إما XY فيكون ذكرًا أو XX فتكون
أنثى. وكما في الصورة التالية عندما يتفككون في الخلايا الجنسية الحيوانات المنوية
في الذكور، والبويضات في الإناث:
وسُمّيت هذه الأحماض الوراثية بالصبغيات، لأن العلماء كانوا يميّزونها مِن بين
مكوّنات الخليّة الصغيرة تحت المجهر عن طريق صبغها بصبغات كيميائية معينة، وهو ما
يساوي كلمة كروموسومات بالإنجليزية. وتتجمّع الأزواج كلّها داخل نواة الخلية
الصغيرة كما قلنا وكما في صورة المقطع التالي لداخل الخليّة والنواة في أعلى اليمين
وفيها الكروموسومات: ثم صورة أحد الكروموسومات على اليسار مِن بعد التكبير: ثم فك
بعض أجزائه الملفوفة والمتشابكة لشريط الحمض النووي الوراثي DNA:
الشريط النووي الوراثي DNA:
ولعلّه مِن أعجب العجب - والدال على كمال علم الله تعالى ونفيًا للصدفة والعشوائية
- هو أنّنا إذا قمنا بفكّ الشريط النووي الوراثي لأزواج الكروموسومات في نواة
الخلية الواحدة ثم ربطناه ببعضه البعض: لوصل طوله إلى مترين!والسؤال الآن هو: كيف
لهذا الطول أن يتواجد داخل نواة الخليّة التي خمسين منها تساوي رأس الدبوس الصغير؟!
والجواب: أن العلماء لا يقف انبهارهم يومًا أمام هذه الإعجازات التي تنطق بخلق الله
تعالى!
حيث يتمّ لفّ شريط الـ DNA الوراثي اللولبي (الذي على يسار الصورة أعلاه) على
بروتينات كروية الشكل تسمى بالهستونات، ثم تتجمّع هذه الهستونات لتكون أشكالًا أكبر
تسمّى نيوكليوسومات! كلّ ذلك لزيادة تلافيف الحمض النووي DNA الطويل على أكبر مساحة
سطح ممكنة على أصغر حجم ممكن! ثم يتجمّع كلّ ذلك في شكل خيط ليفي طويل كروماتيني
كما في الصورة! ثم يلتوي بدوره هو الآخر مكونًا شكل الكروماتيد المعروف (حيث كل
كروموسوم وكما قلنا = 2 كروماتيد)
كيف يتمّ تمثيل صفات الكائن في الشريط النووي الوراثي؟
وهنا نستعرض إحدى معضلات التطوّر الصدفي والعشوائي الذي يستحيل أن يُخرج لنا النظام
والتعقيد الذي سنقرأه الآن! حيث كلّنا يعرف أنّ أيّ لغة في العالم يجب أن تتكوّن
مِن رموز (سواء رموز مكتوبة أو مسموعة أو بالإشارات): حيث يشير كل رمز منها إلى حرف
أو وصف مُعيّن، وهذا بديهيًا يجب أن يسبقه تعريف مُسبق لهذا الوصف ومِن قبل اختراع
حرف أو اسم له! يعني لو أردنا إعطاء معنيين في لغة الإشارة كمثال، فقبل أن نعطي
مثلًا علامتين لوصف التكبّر أو التواضع (وكما في الصورة التالية): يجب أن يكون هناك
(علم سابق) لمعنى (التكبّر) و(التواضع) الذي ستدلّ عليه الإشارتين! وهذا يعني
أسبقية وجود عملية (فهم) أو (تعليم وتلقين)! ومِن هنا كان رأي علماء نشأة اللغة
الذي جاء موافقًا للقرآن عندما أقرّوا بأن اللغة الأولى للإنسان يجب أن تكون بواسطة
مُعلّم يُعلّمه بيان الأشياء! يقول عز وجل : "الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان *
علمه البيان " [الرحمن 1 - 4].
وكذلك الأمر لن يختلف في اللغات المكتوبة، حيث يتمّ اعتماد كل وصف في شكل كلمة,
فإمّا أن يكون لكلّ كلمة رسمة أو رمز خاص بها (وهو أمر مرهق للغاية أن يتم اختراع
رسمة أو رمز لكل كلمة مِن حولنا) أو يتمّ الاتّفاق على عدد مِن الحروف المعينة التي
يمكننا أن نؤلّف بها الكلمات ذات المعاني والأوصاف الدالة عليها. فكلمة (شمس) مثلًا
تتكون مِن ثلاثة حروف وهي (ش - م - س) هكذا تم الاتفاق على معناها مِن تجمع هذه
الحروف الثلاثة, وبذلك ينجلي لنا مرّة أخرى ضرورة أن يسبق أي لغة وحروف وكلمات:
عملية (فهم) سابقة لمعانيها ووظائفها.
والآن، كيف هي لغة الشيفرات (أو الأوامر) الوراثية على الشريط النووي الوراثي DNA؟
الجواب: تتكوّن لغة الشيفرات الطويلة مِن أربعة حروف فقط وهي: أربع قواعد
نيتروجينية وهي:
1) الأدنين Adenin: ويرمز له بالحرف A وصيغته الكيمياوية هي: C5N5H5
2) الثايمين Thymine: ويرمز له بالحرف T وصيغته الكيمياوية هي: C4O2H5
3) السيتوسين Cytocine: ويرمز له بالحرف C وصيغته الكيمياوية هي: C4H7N3O
4) الغوانين Guanin: ويرمز له بالحرف G وصيغته الكيمياوية هي: C4H5N6O
ويتمّ تركيب هذه الحروف الأربعة - أو القواعد النيتروجينية الأربعة A.C.T.G - على
جانبي لولب الشريط الوراثي (والذي خلقه الله بهذا الشكل المزدوج لكي يتمّ فكّ كلّ
جانب منه لنسخ معلوماته ثم وصله مِن جديد!) بحيث كل حرفين أو زوجين متقابلين منها
مُرتبطان بروابط هيدروجينية ويُسمى نيوكليتيدة: والروابط إما تكون (A معT) برابطتين
هيدروجينيتين أو (C مع G) بثلاث روابط هيدروجينية وكما في الصورة التبسيطية التالي
:
وفي الشريط النووي الوراثي للإنسان مثلًا - وداخل كروموسومات نواة الخلية الواحدة -
3 مليار نيوكليتيدة! أي: ثلاثة مليار حرف (والمليار: ألف مليون) وكلّ ثلاثة حروف
منها تكون حمض أميني واحد (أي كلمة واحدة وتسمى كودون)، حيث لدينا 20 نوعًا مِن
الأحماض الأمينية التي تكوّن عشرات البروتينات التي يستخدمها الجسم في كل شيء في
حياته! والآن، كيف يتمّ قراءة هذه الشيفرات (الكودونات) والحروف والكلمات لتكوين
الأحماض الأمينية: بهدف تجميع البروتينات التي تدخل في كل أعمال ووظائف الجسم في
النهاية؟ وخصوصًا وأننا أمام سلاسل طويلة جدًا غير مفهومة المعنى إلا لمَن هداها
الله تعالى لوظيفتها في فك شيفرتها؟
ATTTCCGTACGTGACGTACGACGTAACTTGCATGCATTAAGTGTACAGTACCGTAC
ولذلك قلنا: إن وجود هذه الشيفرة نفسها والمعاني الدالة عليها يكفي وحده لهدم فكرة
التطوّر الصدفي العشوائي! إذ أنه يتعارض مع أبسط مفاهيم علوم الفيزياء والكيمياء،
وهو أن ذرّات المواد لا حريّة اختيار لها ولا عقل! فمِن أين جاءت بكل هذا الترتيب
والنظام واللغة وكما سنتابع الآن؟
نقول إنه تتمّ عملية تكوين البروتينات بصورة معقّدة جدًا يكفينا الآن أن نعرف
خطواتها كالتالي:
1 (يتمّ تمرير إنزيم (هيليكيز) على الشريط اللولبي المزدوج لفك كل شق منه في منطقة
معيّنة (مَن الذي جعل الإنزيم يفهم هذه المهمة ؟!)
والإنزيمات هي نوع مِن أنواع البروتينات، ولذلك قلنا: إن البروتينات تدخل في كل
أعمال ووظائف الجسم.
2 (بعد كسر الروابط الهيدروجينية وفصل كل جانب للشريط على حدّة في منطقة معينة:
تأتي بروتينات صغيرة لترتبط بكل شريط على حدة حتى لا يلتحم مِن جديد مع الآخر مِن
قبل أن تتم عملية نسخ الجزء المطلوب! (مَن الذي أوحى لهذه البروتينات بهذه المهمة؟
ولاحظوا أننا نتحدّث في عالم مِن النانو متر! أي ألف مِن المليون مِن المتر!
3) يأتي حمض نووي آخر وهو RNA لنسخ الجزء المقابل لأحد شقي الشريط المفكوك, وذلك
لأن كل حرف معروف لزومًا الحرف الذي سيقابله كما قلنا A معT و C مع G والـ RNA له
ثلاثة أنواع ستدخل كلها في عملية نسخ وتكوين الأحماض الأمينية لتكوين البروتينات
كالتالي:
وهذه صورة فكّ تلافيف الشريطين اللولبيين لنسخ جزء معين منهما عن طريق إنزيم بلمرة
RNA لعمل المرسال الحامل للنسخة المقابلة للشيفرات (وهو mRNA):
4) يتمّ خروج المرسال mRNA مِن نواة الخليّة عبر الثقوب النووية إلى الريبوسوم الذي
في سيتوبلازم الخلية ليتم ترجمته هناك (مَن الذي عرفه طريق الخروج؟! ولماذا؟! مَن
الذي يقوده ويأخذ بناصيته ويهديه؟!
5) يقوم نوع آخر مِن الـ RNA وهو الناقل أو tRNA بحمل كلّ ثلاثة حروف (وهي الكودون
أو الكلمة كما قلنا): إلى الريبوسوم rRNA الذي سيقوم حاملًا معه في كلّ مرّة الحمض
الأميني المقابل لكل كودون ليستجمع مع كل حمض عديد الببتيد الذي سيكون البروتين
المقصود في النهاية!
وهذه صورة توضح العملية كلها:
وبمثل هذا التعقيد والغائية التي تستحيل على الصدفة والعشوائية والتطوّر المزعوم -
هناك عشرات المعلومات التفصيلية التي لم نذكرها لأنها تناسب المختصين - نسأل:
هل مِن الغريب بعد كل ذلك أن يعلن الملحدون الصادقون مع أنفسهم تراجعهم عن نظرتهم
للحياة والتطوّر الدارويني الصدفي العشوائي وكما فعل السير (أنتوني فلو) Antony
Flew ليعلن عن وجود إله، وهو في هذا السن الكبير! وبعدما عاش قرابة الـ 50 سنة
داعيًا مِن أعتى دعاة الإلحاد ليعلن عن تراجعه عن إلحاده ويصدر كتابه الرائع: هناك
إله ؟ There is a God
والذي مِن أقواله فيه:
"لقد أثبتت أبحاث علماء الأحياء في مجال الحمض النووي الوراثي، ومع التعقيدات شبه
المستحيلة المتعلقة بالترتيبات اللازمة لإيجاد (الحياة) أثبتت أنه: لابد حتمًا مِن
وجود قوة خارقة وراءها "!ويقول أيضًا" : لقد أصبح مِن الصعوبة البالغة مجرد البدء
في التفكير في إيجاد نظرية تنادي بالمذهب الطبيعي لعملية نمو أو تطور ذلك الكائن
الحي: والمبني على مبدأ التوالد والتكاثر"!
ومدى الحيرة التي تصيب الملحدين والتطوريين الصادقين مع أنفسهم هنا: هي بسبب النظام
الدقيق (المُعد مُسبقًا كما يلاحظه كل ذي عقل) لعمل الخليّة الحيّة المعقّد والتي
تشبه المدينة الكاملة بداخلها - حتى مع وجود أجسام الميتوكوندريا كمصانع للطاقة! -
ومع وجود نواة الخليّة الحاملة للكرومسومات والتي تحتوي شيفرة تصنيع كل تفصيلة في
جسم الإنسان مِن إنزيمات لهرمونات لبروتينات وتقنيات النسخ الدقيقة وقراءة الشيفرات
- حتى أنه يوجد نظام لتصحيح أي أخطاء ناتجة عن النسخ ! DNA repair - فمَن ذا الذي
يدّعي ظهور كل ذلك صدفة أو عشوائية وبعقل مَن تم تنظيم كل ذلك؟!
بل حتى الأوصاف التي قد يستسهل البعض قراءتها هنا: لن يُدرك مدى تعقيدها إلا
العالمون بهذه المسائل! فكلّ إنزيم وكل بروتين مثلًا، له تركيب ثلاثي الأبعاد مُعقد
مِن الذرّات: والذي لو لم يكن بالصورة التي هو عليها (أي لو اتّخذ أشكالًا أخرى
لترتيب ذراته في الثلاثة أبعاد) لما وافق ذلك مهمته في الارتباطات الوظيفية مع غيره
مِن الأجسام في الخلية ونواتها ومركباتها!
وهنا نأتي للسؤال القاصم - والمعتاد - وهو: ما الذي ظهر أولًا - لو كان الأمر
بالتطوّر حقًّا -:
الشريط النووي الوراثي وحروفه التي تكون الأحماض الأمينية التي تكون البروتينات
والإنزيمات؟
أم البروتينات والإنزيمات التي تعمل أصلًا على تكوين الشريط النووي الوراثي ونسخه
وتضاعفه؟
وللسؤال القاصم أيضًا:
كيف ظهر بالصدفة والعشوائية: نظام يعمل على مراجعة نسخ الشيفرات وتصحيح أي أخطاء في
حروفها؟
كيف فهم مثل هذه الوظيفة أصلًا؟! وهل الذرّات عاقلة لكي ننسب إليها هذه الأشياء؟!
وآخرًا وليس أخيرًا - لأن الأسئلة القاصمة كثيرة وإنما نختصر اختصارًا لعدم
التطويل-:
كيف فرقت الخلايا بين نسخ كلّ الخلايا الجسدية وتضاعف كرومسوماتها الـ 23 زوج (حيث
تقوم كل خلية بنسخ محتواها الوراثي إلى خليتين): وبين أن يتم فصل نصف هذا العدد فقط
في الخلايا الجنسية في الخصيتين في الذكر والمبيضين في الأنثى: حتى إذا اجتمع النصف
مِن هنا والنصف مِن هنا عند الزواج: عادت الخلايا الجسدية لعددها الكامل مِن جديد
بعد عملية خلط الصفات بين الذكر والأنثى؟!
وخلاصة هذا الفصل: الذي لم نشأ التطويل فيه
هو أنه قد فات داروين للأسف تفاصيل إعجازية كثيرة عما يجري داخل خلية الإنسان
ومادته الوراثية مِن تعقيد ونظام وغائية لم يكن يعلم عنها داروين شيئًا! وهذا لا
يعني أننا نلتمس له العذر! وذلك لأنه حتى لو لم نعرف تلك التفاصيل المبهرة التي
داخل الخلية : فإن جسم الإنسان - وكلّ كائن حيّ - يحتوي على مئات الشواهد والأدلة
على أنه له خالق مُدبر حكيم وعليم! فالإنسان مثلًا مُكون مِن بليونات الخلايا
والسؤال: كيف مِن بين كل هذه البليونات نرى أن لكل واحد مِنا عقل واحد فقط يفكر به
ويتخذ به قراراته واختياراته؟! كيف يشعر الواحد مِنا بأنه (شخص متفرد) يقود هذا
الجسد وليس بليونات الخلايا؟! وأما الأعجب والأعجب: فهو أنه هناك مليارات العمليات
الحيوية والتنظيمية الدقيقة جدًا لدرجة لا نتخيلها والتي تتم في أجسادنا في كل
لحظة: ونحن لا ندري عنها أي شيء! في الشرب والأكل والهضم والإخراج والتكاثر
والتفكير والحركة والتنفس وتبادل الدم وعمل الهرمونات عند الاستثارة أو الغضب أو
المجهود الزائد أو تنقية الدم في الكليتين وغير ذلك الكثير جدًا مما يستحيل حصره
إلا على خالقه عز وجل؟! فمَن الذي هيأ كل ذلك للإنسان بل ولكل كائن حي؟!
والحمد لله رب العالمين.
يخبر تعالى خبرًا يتضمّن الأمر بتعظيم القرآن والاعتناء به وأنه: {تَنزيلُ} {مِنَ اللَّهِ} المألوه المعبود لما اتّصف به من صفات الكمال وانفرد به من ا
كان لزامًا علينا قبل التطرّق إلى استحالة تكوّن البروتين الواحد صدفة أو الخلية الواحدة عشوائيًا أن نفرد شرحًا مبسّطًا كما في الفصل الماضي، حيث عرفن
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((ودلائل النبوة من جنس دلائل الربوبية، فيها الظاهر البين لكل أحد؛كالحوادث المشهودة، مثل: خلق الحيوان والنبات
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ ص
انظر أحوال المضطرين الواقعين في المهالك، والمشرفين على الأخطار، والبائسين من فقرهـم المدقـع، أو مرضِهم الموجع؛ وكيف تضطرهم الضروراتُ وتلجئهم ال
ومن شهادته تعالى لنفسه بالوحدانية والتفرد بالعظمة والكمال: ما عجَّله لأنبيائه وأتباعهم من الآياتِ والمعجزاتِ، والنصر العظيم، والكرامات المتنوعة،
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن نظر
بقلم رضا زيدان. تناول القرآن قضية وجود الله كمسلّمة فطرية يتّفق عليها بنو آدم، ومع ذلك قدّم أدلة عقلية لإيقاظ الفطرة، منها: دليل السببية، حيث قال
ومن براهين وحدانية الله تعالى وكرمه : ما يكرم الله به الواصلين لأرحامهم، المحسنين إلى المضطرين والمحتاجين، وخَلَفُه العاجل لهم نفقاتِهم، وتعويضُ
كما هو الحال مع أيّ موضوع يتضمّن افتراضات ونظريات، فإنّ بعض الكتابات المتعلّقة بالبيولوجيا الجزيئية وجسيمات الفيزياء الفلكية فيها مغالطات منطقية
الشبهات العاطفية والإرادية تختلف عن الشبهات الواقعية، لأنها تحمل بُعدًا آخر غير الشبهة المذكورة بدليلها، وهو البُعد النفسي في الإنسان. فالشخص ا
ومن براهين وحدانية الله : أن العقولَ والفطرَ مضطرةٌ إلى الاعتراف بباريها، وكمالِ قدرته ونفوذ مشيئته، وذلك أن الخلقَ محتاجون ومضطرون إلى جلب المن
تأمّل العبرة في موضع هذا العالم، وتأليف أجزائه، ونظمها على أحسن نظام وأدلّه على كمال قدرة خالقه، وكمال علمه وكمال حكمته وكمال لطفه. فإنّك إ
{يمحق الله الربا} أي: يذهبه ويذهب بركته ذاتًا ووصفًا، فيكون سببًا لوقوع الآفات فيه ونزع البركة عنه، وإن أنفق منه لم يؤجر عليه بل يكون زادًا له إل
إن السعادة، والسرور وطمأنينة القلب وراحة الصدر مما يكاد يبحث عنها جميع البشر، وإن تعدّدت سبلهم في ذلك. والشعور بطمأنينة القلب يتعلّق بروح الإنسان
مغالطة النعوت المصادرة على المطلوب (The Fallacy of the Question-Begging Epithet) إحدى أشهر المغالطات المرتكبة من قبل أنصار التطوّر على الإنترنت، و
وأمر النحل في هدايتها من أعجب العجب، وذلك أن لها أميرًا ومدبّرًا وهو اليعسوب، وهو أكبر جسمًا من جميع النحل وأحسن لونًا وشكلًا، وإناث النحل تلد في
ما قيل عن التلفاز يمكن أن يقال بدرجاتٍ متفاوتة عن الإنترنت، والأفلام، والعروض المسرحية، والروايات، أو كتب الرحلات الرذيلة، والصحافة عمومًا، والم
وهذا الحمام من أعجب الحيوان هداية، حتى قال الشافعي: "أعقل الطير الحمام". وبرد الحمام هي التي تحمل الرسائل والكتب، ربما زادت قيمة الطير منها على ق
ترتكب مغالطة القسمة الثنائية الزائفة (Bifuraction) عندما يزعم أحدهم/إحداهن وجود إمكانيتين حصريتين فقط لا ثالث لهما - في حين يوجد فعليًا خيار ثالث.
سبق البيان أن الشبهات تنقسم إلى أقسام، منها الشبهات الواقعية المتعلّقة بأصل الاعتقاد. وهذه الشبهات في الغالب تكون مدّعمة بشيء من الأدلة – وإن ك
يطوّر التلفاز مجتمعًا سلبيًا تتزايد فيه وسائل الإعلام مع قليلٍ من التفكير النقدي. وبسبب حقيقة كون المشاهد متلقيًا سلبيّا لمضمون فاعل، فإن التلفاز يدرّ
أظهر دوكينز خلطًا انتقائيًا واضحًا بين الممكن والمستحيل ليوافق ذلك غاياته، ويتجاوز في خلطه حتى حدود الخفة الذهنية التي خدعت العديد من قرائه (ونفتر
نُشر مؤخرًا مقال مثير جدًا للاهتمام في مجلة: العالم الجديد (New Scientist) احتفالًا بالذكرى المائتين لميلاد شارلز داروين(1). وقد تمّت مساءلة ستة
أُغرقت وسائل الإعلام بإعلانات لجميع أنواع منتجات التجميل وبأشخاصٍ جميلين ذكورًا وإناثًا. إن آلهة الملحد (بالذات إله الاهتمام الذاتي، وآلهة حبّ ا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فإن الناس كلما قويت حاجتهم إلى معرفة الشيء يسرّ الله أسبابه كما يتيسر ما كانت حاجتهم إليه في أبدانهم أشدّ.
شاركت مرة بحصة تلسكوب مع مجموعة صغيرة من الأشخاص، وفيهم صبي عمره أربع سنوات، وكان مهتمًا بعلم الفلك بالأخصّ؛ فسألت هذا الفلكي الناشئ إن كان يؤمن ب
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}. الأمانات
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} . أي:
بقلم رضا زيدان. يخلّط كثير من الناس بين العلم التجريبي والمذهب الطبيعي (Naturalism)، مدّعين أن المذهب الطبيعي أمر لازم للعلم التجريبي، أو أنه لا يم
ومن براهين وجود الله ووحدانيته: ما يجريه الله على أيدي أنبيائه من خوارق الآيات والمعجزات والبراهين القاطعات، وما يكرمهم به في الدنيا وينصرهم، وي
العالم الذي نعيش فيه مكان مذهل وعجيب حقًّا. فيه الفهد الذي يمكن أن يجري بسرعة 70 ميلًا في الساعة، والحشرات التي يمكن أن تنام 17 عامًا، وفقمات ال
ومن أعظم البراهين ـ الجامعةِ بين كونها نقليةً وعقليةً حسيةً ـ: إخبارُ الله في كتابِه، وفي سنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم عن أمورٍ من الغيب كثيرة
وإذا نظرت إلى الأرض كيف خُلقت، رأيتها من أعظم آيات فاطرها وبديعها، خلقها سبحانه فراشًا ومهادًا، وذلّلها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم وقواتهم ومعايش
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((جمهور العقلاء مطمئنون إلى الإقرار بالله تعالى، وهم مفطورون على ذلك. ولهذا إذا ذُكر لأحدهم اسمه تعالى، وجد ن
ذكر جورج غالوب – الذي ينسب إليه استطلاعات الرأي المعروفة - في إحدى المرّات أنه يمكن إثبات وجود الله إحصائيًا، وذلك بقوله: "خذ مثلًا جسم الإنسان
قال البروفسور وليام لاين كرايغ (William Lane Craig) عن هذه القاعدة: ((اعرف أن الشكّ لا يكون مشكلة عقلانية فحسب، بل هناك بُعد روحاني للمشكلة وهو
ومن براهينِ رُبوبيته ووحدانيته: إجابتُه للدعواتِ في كلِّ الأوقات، فلا يحصي الخلقُ ما يعطيه السائلين، وما يجيبُ به أدعيةَ الداعين، من بَرٍّ وفاجر
وكذلك ذكَّرتهم الرسل بما هم عليه من النصحِ الكامل، والعلمِ الواسع، والصدقِ، وأن جميعَ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم: أعلم الخلق، وأصدق الخلق، وأ
استخدم المعلنون لسنوات كلمات ورموزًا في الإعلانات تؤثّر في العقل الباطن للمشاهد. فقد استخدمت العبارات الرنانة والصور الوامضة أو الرسائل السريعة
ومن أعظم براهين وحدانيته: ما أنزله الله على أنبيائه عموماً؛ من الكتب والشرائع، وما أنزله على محمد صلّى الله عليه وسلّم خصوصاً؛ من الكتاب العظيم
اسم الكتاب: جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير توحيد الربوبية وردّ القوادح فيه. اسم المؤلّف: الدكتور عادل بن حجّي العامري نوع الك
من المعلوم أن الطبيعة كمفهوم – فهي ليس لها عقل ولا وعي ولا حرية تصرف أو اختيار، لأنها شيء مادي صرف يخضع لقوانين محددة وضعها الله تعالى في هذا الكو
اسم الكتاب: الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد. اسم المؤلّف: الدكتور سعود بن عبد العزيز العريفي. نوع الكتاب: رسالة عل
اسم الكتاب: تأمّلات في البواعث النفسية للإلحاد. اسم المؤلّف: رشود عمر التميمي. نوع الكتاب: كتيّب صغير الحجم. دار النشر: مركز الفكر
وانظر إلى القمر وعجائب آياته؛ كيف يبديه الله كالخيط الدقيق، ثم يترايد نوره ويتكامل شيئًا فشيئًا كل ليلة حتى ينتهي إلى إبداره وكماله وتمامه، ثم ي
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كل دليل على كل مدلول، ولكل قوم بل ولكلّ إنسان من الدلائل المعينة التي
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُن
وذلك أن الشبهات أصلها الذنوب، والسيئات بريد الشكوك. وقد ذكر الدكتور إرفين لوتزير (Irwin Lutzer) أن الإنسان إذا عرف أن أصل الشبهات من الذنوب فإنه
هذه القاعدة لها صلة بما قبلها؛ فإذا اعترف الإنسان بقصور عقله فإنه ينبغي أن يضعه في إطاره الصحيح، وبذلك ينجو من كثير من الشبهات؛ قال البروفسور ول
اسم الكتاب: لا أعلم هويّتي – حوار بين متشكّك ومتيقّن - اسم المؤلّف: الدكتور حسّام الدين حامد. نوع الكتاب: هذا الكتاب مبني على حوار وقع بي
تأمّل خلق السماء، وارجع البصر فيها كرة بعد كرة، كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها وسعتها وقرارها، بحيث لا تصعد علوًا كالنار، ولا تهبط
رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب، فيكرر الدعاء، وتطول المدة، ولا يرى أثرًا للإجابة، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر،
إن السعادة، والسرور وطمأنينة القلب وراحة الصدر مما يكاد يبحث عنها جميع البشر، وإن تعدّدت سبلهم في ذلك. والشعور بطمأنينة القلب يتعلّق بروح الإنسان
{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} لما بيّن تعالى م
نظرة على ما قبل ظهور كتاب أصل الأنواع لداروين 1859م لعلّها من إحدى دلائل وجود خالق حكيم مدبّر عليم وقادر لدى جميع البشر من جميع الأمم قديمًا وح
آخر مغالطتين سنعرضهما في هذا الكتاب هما أكثر مغالطتين انتشار
تأمّل خلق السماء، وارجع البصر فيها كرّة بعد كرّة كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها وسعتها وقرارها، بحيث لا تصعَدُ علوًّا كالنار، ولا ت
ثم انظر رحمك الله إلى سعة رحمة الله التي ملأت أقطارَ العالم، وشملتَ كلَّ مخلوق في كل أحواله وأوقاته. فبرحمته أوجد المخلوقات، وبرحمته أبقاها وح
ما الذي نحتاجه للتغلّب على احتمالات واحد إلى مليار؟ شهدنا في الفصل السابق إيمان دوكينز المبهم بالصدفة. نقرُّ بأنّ هذا الإيمان شوّه حكمه على أهم ال
رأيت في العقل نوع منازعة للتطلّع إلى [معرفة] جميع حكم الحق - عز وجل - في حكمه! فربما لم يتبيّن له بعضها - مثل النقض بعد البناء - فيقف متحيّرًا! ور
اسم الكتاب: البراهين العقلية على وحدانية الربّ ووجوه كماله. اسم المؤلّف: العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (رحمه الله).
من المحتمل أن معظم الناس قد سمعوا "بالبيولوجيا التطوّرية"، لكن مصطلح "التطوّر" عادة ما يستعمل بمعنى أوسع نسبة لمجالات أخرى من مجالات الدراسات العل
يعتبر الدي أن أي عبارة عن حمض نووي يخزن المعلومات الجينية للخلية على شكل شريط، متضمنًا تسلسلًا من الأسس الآزوتية A ، G ، C ، T (اختصارات للأدنين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((ولهذا لما كان وجوب الوجود: من خصائص رب العالمين والغنى عن الغير من خصائص رب العالمين: كان الاستقلال بالفعل
تشبه مغالطة السؤال المعقّد (The Complex Question) مغالطة النعوت المصادرة على المطلوب، فهي الشكل الاستفهامي من مغالطة المصادرة على المطلوب - عندما
ومن البراهين العقلية على وحدانية الله وصدق رسله: أن الرسلَ كلهم ـ وخصوصاً إمامهم خاتمُهم محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم ـ قد جاؤوا بالحق النافع،
يوجد أحد أكثر أسرار إثارة بين الكائنات البحرية في بزاق البحر (Sea slug) المميّز. يعيش بزاق البحر على طول ساحل البحر في منطقة المد والجزر ...
من المفترض ألا يقع أحد في هذه المغالطة، إلا أن ذلك يحدث دومًا؛ فيقع أحدنا في هذه المغالطة عندما يسيء فهم فكرة الطرف الذي يحاوره ومن ثم يتابع في دح
ومن براهين وحدانيته وكماله وتوحده بالعظمة والكمال: أنه قد ثبت بالبراهين والآيات المتنوعة ـ التي لا يمكن إحصاؤها؛ لا إحصاء أنواعها، ولا أفرادها ـ
وهذه النمل من أهدى الحيوانات، وهدايتها من أعجب شيء، فإن النملة الصغيرة تخرج من بيتها، وتطلب قوتها، وإن بعدت عليها الطريق، فإذا ظفرت به، حملته وساق
ما مصدر صفاتنا البدنية كالطول ولون الشعر؟ يقول علماء البيولوجيا إن مصدر هذه الخصائص هو التعبيرات المظهرية (المادية) للمورثة: أي الشفرة الوراثية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فمن المعلوم بالمشاهدة والعقل وجود موجودات، ومن المعلوم أيضًا أن منها ما هو حادث بعد أن لم يكن - كما نعلم نح
يحسّن التلفاز الحياة المعيشة في مستوياتها الأكثر بدائية في أعين مشاهديه. كما تقول الحكمة [المزعومة]: "ستعيش لمرة واحدة فقط، لذلك احصل على كل ما
من أكبر الدليل على وجود الخالق سبحانه هذه النفس الناطقة المميّزة، المحرّكة للبدن على مقتضى إرادتها، والتي دبّرت مصالحها، وترقّت إلى معرفة الأفلاك،
سؤال: "إذا كان الله خلق كلّ شيء، فمن خلق الله؟" شبهة قديمة ومنتشرة. وتتخّذ هذه الشبهة صورًا مختلفة وتجدّد بطرق متنوّعة، وإن كان أصلها واحد في نهاي
بقلم رضا زيدان. ما هو العقل الإنساني؟ وكيف يدرك العالَم؟ وهل للأفكار والمشاعر والرغبات الانسانية طبيعة مادية؟ هل لو علمنا آلية عمل المخّ يمكننا ا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فالحاجة التي يقترن مع العلم بها ذوق الحاجة هي أعظم وقعًا في النفس من العلم الذي لا يقترن به ذوق. ولهذا كانت
بعدما رأينا في الفصل السابق الاستحالة النظرية والاحتمالية لتكوين بروتين واحد أو خلية حية صدفة, ففي هذا الفصل سنتطرق إلى أحد أعمدة نظرية التطور في
مغالطة الاحتكام إلى المرجعية (Faulty Appeal to Authority) تعتبر بصورة عامة عكس مغالطة الشخصنة. فحين يرفض في مغالطة الشخصنة ادّعاء ما استنادًا إلى
وبالجملة؛ فما من كوكب من الكواكب إلا وللربّ تبارك وتعالى في خلقه حِكَم كثيرة، ثم في مقداره، ثم في شكله ولونه، ثم في موضعه من السماء وقربه من وسط
يقول المثل الصيني الشهير: "لا تعطني سمكًا ولكن علمني كيف أصطاد "! والشاهد هو أن هذه السلسلة لم يكن المقصود بها أن تشمل كل جوانب نقد نظرية التطور
ومن آياته سبحانه تعالى: الليل والنهار وهما من أعجب آياته وبدائع مصنوعاته، ولهذا يعيد ذكرهما في القرآن ويبديه؛ كقوله تعالى: {وَمِن آياتِهِ الليلُ
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض
عندما يكون جوهر الشخص أو طبيعته الفطرية ذات قيمة ضئيلة، لا يعدو المرء حينها مجرّد أداة للاستخدام. يشاهد الأمريكي العادي حوالي 15.000 صورة جنسي
يأمر تعالى بتدبّر كتابه، وهو التأمّل في معانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك؛ فإن تدبّر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وب
لا شك أن كل من المؤمنين بالخلق الإلهي المباشر أو المؤمنين بالتطور: كلاهما متفق على وجود تنوع هائل وتكيّف تام بين مختلف الكائنات الحية وبين بيئاتها
قوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} أي: هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة، المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم،
بقلم رضا زيدان. يؤكّد الملاحدة الجدد باستمرار وفي كل مناسبة على أن للأخلاق أهمية كبيرة، وأن هناك حقوق للإنسان وقيم عليا كالحرية يجب الحفاظ عليها.
عند الحوار عن أي موضوع، فإنه من المهم أن ينتبه جيدًا لمعنى الكلمات وكيفية استخدامها في المناظرة. فمعظم الألفاظ لها دلالات متعددة، لكنّ أحد هذه الم
بقلم رضا زيدان. يشيع في الغرب بعد تغيّرات تاريخية كبرى أن هناك معارضة بين الإيمان والعلم؛ فالعلم يقوم على الدليل الموضوعي، أما الإيمان فيقوم على
سنبدأ بكشف الإيمان الغريب المعادي للرب لدى ريتشارد دوكينز، حيث يقوم هذا الإيمان عنده مقام إلهه ووجهة إيمانه وأمله؛ بل نجرؤ على القول إنه "إن لم ي
الموضوعية التامة في العلم التجريبي وهم، لأن الكثير جدًّا من تحليل الإنسان يعتمد على افتراضات ميتافيزيقية. ينبغي أن أعلم ويعلم القراء أيضًا أن ال
تشتق كلمة ad hominem من اللغة اللاتينية وتعني "إلى الرجل". سمّيت المغالطة بهذا الاسم لأنها توجّه الحجة ضد الشخص صاحب الدعوى، بدلًا من مناقشة الدع
لدى عبادة الجسد نظيرتها في وسائل الإعلام، وهي عبادة الإساءة إلى الذات. إذا لم تتمكّن من أن تصبح جميلًا أولًا تستطيع رؤية نفسك جميلًا، عندئذٍ تحت
بقلم رضا زيدان. ما هو العقل الإنساني؟ وكيف يدرك العالَم؟ وهل للأفكار والمشاعر والرغبات الانسانية طبيعة مادية؟ هل لو علمنا آلية عمل المخّ يمكننا الو
وكذلك ذكَّروهم بأيامِ الله ووقائعه في الأمم الطاغية، وذكروهم أن هذه العقوبات ثمرةُ الكفرِ والتكذيب، وأنها نموذج من عقوبات الآخرة. وهي عقوباتٌ وم
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
قام التوجّه إلى النفس - الذي عززته أداة الإلحاد التبشيرية المتمثّلة في وسائل الإعلام - بخلق الذات الفارغة. ومع عدم وجود إله لملء ذلك الفراغ، أصب
يقول تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي: غير ممكن ولا متصوّر، أن يُفترى هذا القرآن على الله تعالى، لأنه ال
بقلم رضا زيدان. بات العلم التجريبي المعتمد الأوّل في الفكر الحديث، فبعد أن تصاعدت الإسهامات التجريبية منذ عصر نيوتن في شتّى مجالات العلوم الطبيعية
بقلم رضا زيدان. 1-ما هو الدين؟ عرّف الجوهري الدين بأنه: "العادة، والشأن، والدين أيضًا الجزاء والمكافأة يقال: دانه يدينه دينًا أي جازاه ... وا
تفكَّر رحمك الله في نفسك، وانظر في مبدأ خلقك؛ من نطفة إلى علقة إلى مُضغة، حتى صرتَ بشراً كامل الخَلْق، مكتمل الأعضاء الظاهرة والباطنة؛ أما يضطرك
ومن براهين وحدانية الله وصدق ما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم: الآثارُ الجليلة التي نشأت وترتبت على رسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم. فإنه بعث
اسم الكتاب: كيف تحاور ملحدًا؟ - دليلك المنهجي لمهارات الحوار - اسم المؤلّف: أمين بن عبد الهادي خربوعي. نوع الكتاب: كتيّب صغي
اعلم رحمك الله أنك إذا نظرتَ إلى العالم العلوي والسفلي وما أودع فيه من المخلوقات المتنوعة الكثيرة جداً، والحوادث المتجددة في كل وقت، وتأملتَه تأ
ومن ذلك تحدي الله لجميعِ الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وإخبارُه أنهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يأتوا بمثله، والتحدي قائمٌ في كل وقت (
اسم الكتاب: السينما واللاوعي – عن الخطاب الشعبي للإلحاد اسم المؤلّف: أحمد حسن. نوع الكتاب: كتيّب صغير الحجم. دار النشر: طبع مركز بر
ومن آياته سبحانه: خلق الحيوان على اختلاف صفاته وأجناسه وأشكاله ومنافعه وألوانه وعجائبه المودعة فيه؛ فمنه الماشي على بطنه، ومنه الماشي على رجليه،
ومن آياته وعجائب مصنوعاته: البحار المكتنفة لأقطار الأرض، التي هي خُلجانٌ من البحر المحيط الأعظم بجميع الأرض، حتى إن المكشوف من الأرض والجبال وال
أظهر عدد هائل من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن لدى الأطفال والبالغين المتابعين لأفلام العنف ميلًا لتطوير حسٍ عالٍ من العدوانية. ويتفاقم هذا ال
بقلم رضا زيدان. مدخل: يقوم كتاب أصل الأنواع لتشارلز داروين على فكرتين رئيسيتين: الأصل المشترك والاصطفاء الطبيعي. أما الفكرة الأولى فقد أكّد في
لتحقيق أهداف هذا الكتاب من المفترض أن نظامنا التفكيري أو منطقنا صحيحًا كما ذكرنا أعلاه، لو لم نفترض صحة المنطق لن نستطيع المضي أبعد من ذلك، فليس
ومن البراهين على وحدانية الله وصدق رسوله وحقيقة ما جاء به: أن الشريعةَ كلَّها محكمةٌ في غاية الحسن والانتظام، متصادقة أخبارها، متفقة حقائقها، مت
والنظر في هذه الآيات وأمثالها نوعان: [الأوّل]: نظر إليها بالبصر الظاهر؛ فيرى - مثلًا - زرقة السماء ونجومها وعلوها وسعتها؛ وهذا نظر يشارك الإنس
أدّى فقدان القيم المطلقة والارتياب في الحقائق المجرّدة والسامية عمومًا إلى ظهور أكبر عددٍ من المفكّرين القذرين الذين أنتجهم العالم من أي وقتِ مض
اسم الكتاب: الإلحاد – وثوقية التوهّم وخواء العدم -. اسم المؤلّف: الدكتور حسام الدين حامد. نوع الكتاب: كتاب علمي وأدبي، متوسّط الحجم. دار النش
قد أخبر الله تعالى أنه رفع من شأن الإنسان وكرّم بني آدم إذ قال: (وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَملناهُم في البرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقنَاهُم مِنَ ال
سنسأل بعد وصولنا إلى هذه النقطة، ماذا يعني القول بأنّ وجود الرب أمر احتمالي؟ قدّم دوكينز هذا الجواب الهزيل فقط: "لا يستطيع المنطق وحده إقناع أحده
تجسيد المجرّدات (Reification) هو أن تنسب صفة واقعية لشيء مجرّد، ولعل القارئ قد سمع المقولة القديمة، "ليس من اللائق أن تخدع أمّنا الطبيعة". هذا مث
ينبغي لمن يتعامل مع من وقع في شبهات أن يحدّد نوع الشبهة التي وقع فيها لكي يستطيع أن يردّها؛ قال البروفسور غاري هابيرماس (Gary Habermas): ((من ال
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} لما ذكر تعالى ما أخذه الله
1- تنصّ نظرية التطوّر كما افترضها تشارلز داروين في كتابه: أصل الأنواع عام 1859 م على أن الكائنات الحيّة جميعًا قد نشأت وارتقت أو تطوّرت من أصل واح
التعاطف ضروري لمجتمع أخلاقي. ولكن سبّب التلفاز اختناقًا من هذا الإحساس. تقضي الأسر وقتًا أقلّ بالعمل واللعب معًا. لم يعد وقت العشاء كوقتٍ للتجمّ
بقلم رضا زيدان. لا نبالغ إذا قلنا إن مشكلة وجود شرّ في العالم هي أهمّ مشكلة نفسية وفلسفية يطرحها الإلحاد قديمًا وحديثًا، وهي الأكثر حضورًا في الم
أظهر عدد هائل من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن لدى الأطفال والبالغين المتابعين لأفلام العنف ميلًا لتطوير حسٍ عالٍ من العدوانية. ويتفاقم هذا ال
المشكلة مع بعض من يقع في الشبهات أنه مصاب بداء الكبر والعجب بالنفس، فيقع فيما ذكره الله: (بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِطُوا بِعِلمِه وَلما يَأتِهم
لم يشهد البشر أصل الحياة، ولا وجود لدليل فيزيائي جيولوجي على أصلها. وفي معرض حديثه عن أصل جزيئة افتراضية مضاعفة ذاتيًا وعن بنية تلك للجزيئة، قال آ
ومن أعظم البراهينِ على وحدانيةِ الله ووجوبِ وجوده: ما دعت إليه الرسلُ ـ صلواتُ الله وسلامه عليهم ـ أُمَمهم، ونبَّهتهُم على البراهينِ العقلي
تشتمل المغالطات المنطقية أيضًا على الاستنباط من المعلومات القليلة، وعادة ما ينتج نتائج لا تستند على أدلة، يجب أن يكون المرء حريصًا في قيامه بتعم
حتى لو فرضنا أن الإنسان يمكنه تقليل افتراضاته الغيبية المسبقة عندما ينظر للأدلة، فيجب أن يكون هناك افتراضًا آخر قبل فحص نظرية ظهور الحياة من الع
{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإثْمِ
بقلم رضا زيدان. الأصل الأول (لله ملك السماوات والارض): أن الله هو المتفرّد بالملك والتصرّف، وأن هذا التصرّف دائر بين العدل والفضل والحكمة والمص